كل ما يحكى بأن الثورة الصناعية الرابعة باتت تهدد ملايين العمال بخسارة وظائفهم أصبح "أمرا واقعاً"! نعم، هو أمرٌ واقع وليس من نسج الخيال حتى بت أمام خيارين لا ثالث لهما، إمّا أن تكتسب مهارات جديدة تفضى بك فى نهاية المطاف إلى مسار وظيفى جديد كليا أو خسارة وظيفتك لتندرج ضمن قائمة "العاطلين عن العمل"، هذا ما خلص له تقرير حديث بالتزامن مع انطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادى العالمى "دافوس"، الذى جاء بمثابة جرس "إنذار" للعالم أجمع لإنقاذ ملايين العمال من خطر إلغاء وظائفهم إثر التغير التكنولوجى فى السنوات القليلة القادمة.
وبحسب ما نشرته شبكة "العربية" الإخبارية، هذا التحذير ليس الأول من نوعه، بل خلصت فعاليات منتدى "دافوس"، العام الماضى، إلى إطلاق مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفة أنه سيتم اختفاء 5 ملايين وظيفة فى 15 بلداً متقدماً بحلول عام 2020، ولكن للمفارقة، يضع التقرير الحديث المنشور فى صحيفة "ذا غارديان" سيناريوهين مختلفين، ففى حالة عدم تأهيل المهارات المكتسبة لدى اليد العاملة بما يتناسب وتطورات السوق، فإن 2% فقط من العمال لديهم فرصة "مثلى" لاكتساب دور مهنى جديد. ولكن مع الاستثمار السليم فى التدريب، فإن 95% من العمال الأكثر تعرضا لخسارة وظائفهم قد ينتهى بهم المطاف إلى "عمل ذى جودة وأعلى أجرا" فى الصناعات والمهن التى ستخلقها التغييرات التكنولوجية والذكاء الاصطناعى.
يستند هذا التقرير الجديد إلى بيانات سوق العمل فى أميركا، وقد حلل بيانات التوظيف لإيجاد "حل مناسب" للموظفين الذين تتعرض وظائفهم الحالية لخطر الزوال، فعلى سبيل المثال، يمكن للعاملين فى خطوط التجميع إعادة تدريبهم للاندماج فى قطاع البناء، والأمر ينطبق على الموظفين فى قطاع صناعة المعادن، لدفعهم للانتقال إلى الأنابيب "pipelaying"، ولكن ما يبعث القلق، بحسب تقرير "دافوس"، أن المرأة ستكون الشريحة الأكثر استهدافاً إن لم تخضع للدورات التدريبية بما يتماشى والوظائف الجديدة.
إذ تضطلع الموظفات حاليا بنسبة 57% من 1.4 مليون وظيفة فى الولايات المتحدة من المتوقع أن تعطلها التكنولوجيا بحلول عام 2026، مثل الأدوار المتعلقة بالسكرتارية والإدارة، وبحسب التقرير، لا تتوفر للنساء المعرضات لخطر فقدان وظائفهن سوى 12 خيارا للانتقال إلى وظيفة أخرى، فى حين أن للرجال 22 خيارا، أمّا فى حالة " reskilling "، فترتفع خيارات النساء إلى 49 وظيفة جديدة، فى حين أن الرجال تتنوع خياراتهم بحدود 80 وظيفة جديدة.