شهد اليوم الثالث للقمة العالمية للحكومات جلسة رئيسية تناولت مستقبل العملات الرقمية، شارك فيها كل من جيسى باويل،رئيس بورصة كراكين للعملات الرقمية، وكيان ون وونغ رئيس مؤسسةNEM.io، ولورنس ونترماير رئيسELIPSIS.
وتطرق المتحدثون إلىبعض العملات التى أصبحت مرتبطة بعملات حقيقية مثل الدولار وكيف يزيد ذلك من التداول بها والثقة فيها خصوصا مع التدفقات النقدية التي تحصل عليها، والتى قد تؤدي إلى انخفض قيمة العملة فى حال انقطاع تلك التدفقات، وأعرب بعض المتحدثين عن عدم رضاهم لربط العملات الرقمية بعملات حقيقية لأن ذلك يخرج تلك العملات عن معنى وهدف وجودها الحقيقى.
وتطرق الحوار إلى مستويات الأمان الذى تتمتع به تلك العملات، واتفقوا على أنه لا يوجد سبب يدعو إلى اعتبارها مشبوهة، وحتى عند الحديث عن تبييض الأموال فإن حجم ما يحصل مع العملات العادية يتجاوز بكثير ما يُقدَّرُ أنه يحصل مع العملات الجديدة، كما أنه لا مؤشرات حقيقية على خطورتها، ودار الحديث عن البيتكوين وكيف أن العرض عليها محدود، فيما تو جد عملات أخرى كثيرة لا يوجد هى الأخرى عرض كبير عليها.
وفيما إذا كانت العملات الرقمية مختلفة تماما عن عملات المصارف المركزية ناقش المحاورون كيف أن هناك بيانات مكدسة وراء تلك العملات، ولكن ذلك لا يمنع من كونها جديرة بالثقة، حتى أكثر من بعض العملات الحقيقية فى نظر البعض، خاصة وأن عملة مثل الدولار مثقلة بالديون، بينما لا تعانى العملات الرقمية من هذه المشكلة.
وتناول المتحدثون الأطر التنظيمية للعملات الرقمية وكيف تؤثر على صياغة مستقبلها، معتبرين أن تكنولوجيا البلوك تشين أصبحت ضرورية للبلدان من أجل إدارة التدفقات النقدية، وبشكل يمكن اقتفاؤه وهو ما يبدد المخاوف حول مصدر هذه الأموال واحتمالات استخدامها لأغراض مشبوهة وغير قانونية.
وأجمع الخبراء المشاركون في الجلسة على أن السلطات التنظيمية فى بلدن العالم تفتقر إلى الخبرة والقدرة على تنظيم تبادل العملات الرقمية، وإن كان هناك بلدان مثل اليابان تملك إطارا تنظيميا وقانونيا لها.
وشدد المتحدثون على ضرورة امتلاك الحد الأدنى من أمن العملات الرقمية، وعلى المتداولين والمسؤولين التعاون والعمل معاً من أجل حل كثير من التحديات وضمان الاستثمار بشكل آمن حسبما قال المتحدثون.
ودعا المتحدثون إلى وجوب النظر في أدبيات الأداء التي وضعت في الأٍسواق وتتضمن بعض المبادئ البديهية الأساسية مثل الشفافية فى توزيع وطرح العملات الرقمية وعمليات ما بعد البيع وطريقة التعامل في كل مراحل الطرح والتداول في السوق.
أما الناحية التنظيمية الأخرى التي تشكل تحدياً في التعامل مع العملات الرقمية فهي النطاق الجغرافى الذي يشمل العالم كله وبالتالي وجود تشريعات وتنظيمات مختلفة، و على الرغم من اللجوء إلى التحكيم بين مختلف السلطات التنظيمية إلا أنه لا يجب وضع الكثير من القيود، ومن مصلحة السلطات مساعدة هذه التكنولوجيا، وألا تعيقها بفائض قيود يعرقل تداول العملات، خاصة وأن التاريخ يعلمنا أن الاختراعات التي غيرت حياتنا لم تكن تحتاج إلى إذن من أحد أو تصاريح. فمن اخترع الطائرة لم يحصل على موافقة البلدية! كذلك الأمر مع بورصة وول ستريت التي لم تبدأ عملها بموافقات، ويعلمنا التاريخ أننا يجب أن نخطو الخطوات الأولى ومن بعدها سينظم المجال نفسه بنفسه، كما حصل مع البورصات التقليدية.
يذكر أن القمة العالمية للحكومات استقطبت أكثر من 4000 شخص من 140 دولة، مما يعكس المكانة البارزة للقمة على المستوى الإقليمي والدولي والاهتمام الكبير من الحكومات والمنظمات العالمية وهيئات القطاعين العام والخاص وصنّاع القرار ورواد الأعمال والأكاديميين وطلبة الجامعات والمبتكرين. كما تستضيف القمة 130 متحدثاً في 120 جلسة تفاعلية. وتميزت الدورة السادسة باحتضانها خمسة منتديات لتسليط الضوء على أكثر تحديات العالم الملحة واستعراض أفضل الممارسات والحلول العصرية للتعامل معها.