كشف الدكتور طه إسماعيل، نجم النادى الأهلى السابق، كواليس انضمامه لصفوف النادى الأهلي، وذلك فى موسم 1957، فى الفترة الذى كان يطبق فيها نظام الاحتراف، وذلك بمناسبة 111 سنة أهلي.
وأشار إسماعيل فى تصريحات للموقع الرسمى للنادى الأهلى بمناسبة احتفال النادى بمرور 111 عامًا على تأسيس الأهلى، إلى أن كل 4 سنوات، كان يبدأ موسم يسمى الاستقالات، كان يبدأ فى شهر يوليو، يحق فيه للاعب فى الـ15 يومًا الأولى أن يرسل خطابًا بالاستقالة من ناديه، وفى الـ15يومًا التالية يرسل خطابًا مسجلًا للنادى الذى يريد الانضمام له، مؤكدًا أن هذا النظام يحكمه عدد من الشروط، أولها حال استقالة اللاعب، وعدم انضمامه إلى نادى فى الـ15 يومًا التالية يظل اللاعب فى ناديه، وهذه كانت الوسيلة لانتقال اللاعبين من نادٍ إلى آخر، إلا حالة الاستغناء من جانب النادى، وهذا النظام كان يطبق للمرة الأخيرة فى موسم 75.
وقال نجم الأهلى السابق: "قبل هذا الموسم كنت ألعب للنادى المصرى القاهرى برفقة ميمى الشربينى، وشقيقى مصطفى إسماعيل، وكان هذا النادى وقتها يعتبر من ضمن الأندية المؤقتة، التى ليس لها ملاعب، وفى ذلك الوقت كان نلعب على ملاعب الأهلى والزمالك والترسانة فى الساعة الواحدة ظهرًا قبل مشاركات هذه الأندية، وكان لا يوجد وقتها فرق ناشئين إلا فريق واحد وهو الفريق الثانى وكان يطلق عليه فى النادى الأهلى الفريق الأبيض".
وأضاف: "فى هذا الموسم كان شاهدنى بعض الكشافين وقت هذه المشاركات، وأول من اكتشفنى الكابتن خيرى عبد الرحمن، عضو النادى الأهلى الراحل، ومن قام بعده بالبحث للتعاقد معنا كان الراحل عبده البقال، وكان الثلاثى الوحيد الذى وقع فى كشوفات النادى الأهلي، طه إسماعيل، ومصطفى إسماعيل، وميمى الشربيني، على العكس قام الزمالك بتسجيل العديد من اللاعبين هذا الموسم".
وتابع الشيخ طه: "عندما حان موسم الاستقالات حضر عبده البقال إلى بيتى الساعة الحادية عشرة مساءً، وطلب منى الحضور إلى مقر النادى الأهلي، وصلنا النادى فى الثانية عشرة مساءً وكان يتواجد هناك الشربيني، فى هذا اليوم أصر البقال على أن نُقيم فى بيته، وفى اليوم الثانى غادرنا القاهرة إلى رأس البر وبالتحديد يوم 13 يوليو، كشوفات التوقيع كانت تصل للنادى يوم 15مساءً، وذهبت وقتها لإحضار الكشوفات وتركنا عند أحد لاعبى النادى الأهلى السابقين الكابتن شطارة، عند عودته إلى رأس البر لم يجدنا، وفى ذلك الوقت كان هناك خوف من خطف بعض الأندية للاعبين فى اللحظات الأخيرة، وهو ما جعل البقال وقتها يغضب بشكل كبير، إلا أن الكابتن شطارة أخبره بأننا ذهبنا لتأجير الدراجات وسوف نعود، وهو ما جعله يطمئن بشكل كبير وعند العودة مباشرة قمت أنا والشربينى بالتوقيع للأهلي".
وأردف قائلا: أول مباراة فى الأهلى كانت مباراة ودية أمام القناة، تحت الأضواء الكاشفة، وكان وقتها لا يوجد أى نادٍ يلعب مساءً تحت الأضواء إلا الأهلي، خاصة أنه كان النادى الوحيد الذى يمتلك أضواء بخلاف استاد الإسماعيلية، لم ألعب من بعدها إلا مع الفريق الأول وكانت البداية الرسمية أمام الترسانة، وبدأت فى هذه المباراة كابتن، رغم أننى كنت أصغر لاعب وهذه كانت لفتة طيبة من الكابتن صالح سليم لإعطائى الثقة، وثانى مباراة كانت مع الزمالك وسجلت فيها هدفًا، وتعادلنا يومها بهدفين مقابل مثلهما".
سر القيم والمبادئ تحدث الشيخ طه إسماعيل فى تصريحاته عن سر كلمة أهلى المبادئ والقيم، وبدأ كلامه عن أن أهم أسباب إطلاق هذه الكلمة هى الإدارة، مؤكدًا أن وجود إدارة رشيدة تعلم كيف تدير المكان، وتختار الكوادر المطلوبة سواء فنية أو إدارية، وعدم التدخل منها فى أى من الأمور الفنية، وهذا هو سر هذه الكلمة.
وسرد إسماعيل إحدى المواقف التربوية قائلاً: «عاصرت مختار التتش فى الاجتماعات، وأذكر موقفًا تربويًا شهيرًا جدًا معي، فى سنة 63، كنت أود حضور دورة تدريبة فى إنجلترا، لذلك طلبت من النادى الأهلى أن أذهب ودعمنى النادى بـ40 جنيهًا وكان مبلغًا ماليًا ممتازا وقتها، لكن كنت وقتها أحتاج لعملة صعبة وكانت غير موجودة فى البلاد فى ذلك الوقت، كان من المفترض أن يتم سفرى مع رعاية الشباب تحت بند إعداد القادة؛ لكى يتم صرف العملة الصعبة لي، وهو ما لم يتم وقتها وتم إلغاء السفر، وهو ما جعلنى أسعى لإعادة مبلغ الـ40 جنيهًا للنادي، خاصة أنه تم إلغاء السفر، وصل المبلغ لمختار التتش مع كلمة شكر للنادي، ولكن وقتها قال التتش لي: هذا المبلغ تم صرفه لك وهو ملكك ولن يعود، ووقتها كان مثالًا منه لتثمين المبادئ والتصرفات الصحيحة من جانب اللاعبين، لإحساسه بصدق موقفي".
وأشار الشيخ طه إلى موقف آخر ذكره عندما منحه صالح سليم شارة الكابتن فى المباراة الأولى له مع الأهلى قائلاً: "هذا الموقف من صالح سليم لعلمه بصعوبة المشاركة لأول مرة مع الأهلي، والمشاركة مع الأسماء الكبيرة الموجودة، لدفعى بمعنويات كبيرة لمشاركتى فى هذه المباراة بدون خوف، وهو احتضان للاعب الجديد دون التفكير فى النفس أو حدوث أى حساسيات فردية لإفساح المجال إلى أى موهبة أن تكمل مسيرتها، وكذلك من أحد المواقف التربوية تكريم مجلس الإدارة الحالى بقيادة الكابتن، محمود الخطيب لرموز النادى القديمة فى مؤتمر أمام الأعضاء والجميع، وهذه هى عظمة الأهلي، وهى رسالة للأجيال الصغيرة، من يجتهد يكرم فى النهاية، لحثهم على الاجتهاد".
قال الشيخ طه: "أبارك لرئيس النادى الأهلى محمود الخطيب وأعضاء مجلس الإدارة بالكامل، وأبارك لكل رؤساء النادى الأهلى والمجالس السابقة، أشد على أيديهم وأثنى على كل ما فعلوه للنادى الأهلى على مدار 111 سنة، هى عمر وتاريخ هذا النادى العريق.
وأضاف: "معجب بشكل كبير بمنظومة النادى الأهلى بالكامل، إداريًا، وفنيًا، وأعضاء، والجماهير الذين لها الفضل فى تدعيم النادى فى جميع النواحي".
واختتم: "أود التوفيق للمجلس الحالى فى الأعمال والإنشاءات الجديدة".