وفقا للظرف الإجبارى بضرورة أن يكون المدير الفنى الجديد للمنتخب وطنيا، وبعد فترة عصيبة داخل مبنى الجبلاية عاشها أعضاء اللجنة الخماسية المؤقتة ،شاءت الأقدار أن يكون الاختيار الأقرب تماشيا مع الواقع ومواكبا لرغبة الأغلبية داخل الوسط الكروى، بعد الاعلان عن تعيين حسام البدرى لخلافة المكسيكى أجيرى.
الاختيار كان حقا صعبا أمام اللجنة المؤقتة نظرا لانحصار الترشيحات بين أسماء مقتصرة على عدد معين من المدربين، أغلبهم لا ينال الرضا فى الشارع الكروى وجميعهم عليهم تحفظات على المستوى الشخصى والفنى يدركها أعضاء اتحاد الكرة أنفسهم، ولكن رغم صعوبة الاختيار كان من المفترض أن يدار الملف بشكل أكثر احترافية عن ذلك من حيث سرعة الحسم فى ظل التأخر الواضح والمقلق الذى أثار حالة من الجدل ، فضلا عن عدم الاتفاق على رأى واحد أوالعمل فى اتجاه جماعى دون تمسك أى عضو أيا كان من هو برأيه.
بعد اتخاذ القرار أيا كان الرأى فيه ، لابد من توفير الجميع الدعم لحسام البدرى ، فهو الأن فى مهمة وطنية ونجاحه يعنى نجاح مصر، وعلى الجميع خاصة من يرى عدم أحقية الرجل فى تولى منصب المدير الفنى للمنتخب الوطنى، ألا ينظر للموضوع من وجهة نظر شخصية مبنية على معتقدات سائدة عبر خلفيات بعيد كل البعد عن التقييم المنطقى.
وإذا ما نظرنا إلى الأمر بموضوعية وإذا ما تجاوزنا فكرة أن البدري هو أفضل اختيار فى العموم، ولكنه اختيار موفق ومناسب مقارنة بين أسماء باقى المرشحين.. فهو الوحيد الذى يجمع بين الحداثة والخبرات، فى ظل السيرة الذاتية الخاصة به والتى يزينها البطولات وعلى الأخص أفريقيا مع النادى الأهلى مع امتلاكه فكر فنى يجمع ما بين الكرة الهجومية والدفاعية المخلوطة بالتوزان الإيجابى، هذا فضلا عن طبيعة شخصيته التى تمنحه القدرة فى إحكام قبضته على الأمور داخل الفريق خاصة بعد حالة الإنفلات التى كان عليها المنتخب فى بطولة أمم أفريقيا الأخيرة.
وبناءا عليهبعد تلك الولادة المتعثرةتبقى كل الآمال معلقة على أن يكون البدرى ورفاقه على قدر الثقة فى قيادة الفراعنة مستقبلا نحو مستقبل أفضل وإعادة تأهيل اللاعبين بالشكل اللائق على كافة المستويات الفنية والشخصية بما يليق بأسم مصر، لتحقيق الهدف المنشود بالتأهل لكأس العالم 2022 والفوز بكأس أمم أفريقيا 2021.