دائماً ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشراراة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحياناً أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
لا يمكن لأى أهلاوى أن ينسى المباراة التاريخية بين المارد الأحمر وريال مدريد الشهيرة التى أقيمت يوم 4 أغسطس 2001 باستاد القاهرة وفاز فيها الأهلى بهدف نظيف سجله النيجيرى صنداى فى "مباراة القرن" بعد فوز الأهلى بلقب نادى القرن فى أفريقيا وفوز ريال مدريد بلقب نادى القرن فى أوروبا.
ولأنها مباراة تاريخية وفوز يحفظه التاريخ جيداً مازال ملايين الأهلاوية يتغنّون بها ويسترجعون ذكرياتها وكأنها حدثت بالأمس القريب، خاصة أن الفريق الملكى كان مُدججاً بالنجوم وقتها وأبرزهم، سيزار فى حراسة المرمى، وفرندو هيرو وجيرمى وكارنكا وروبرتو كارلوس وماكليللى وهيليجيرا وفيجو وزين الدين زيدان، وسافيو ورؤول جوانزاليس.
الساحر البرتغايل مانويل جوزيه، المدير الفنى التاريخى للأهلى، تحدث عن هذه المباراة قائلاً، "أتذكر جيدا هذا اليوم.. كنا عائدين من البرتغال قبل هذه المباراة بأيام قليلة.. فى هذا اليوم قمت بمران صباحي، هذا لم يعتد عليه اللاعبون طوال حياتهم فلم يتدربوا فى نفس يوم المباراة، وأثناء المران كان لاعبو ريال مدريد يقومون بجولة سياحية فى الأهرامات، وكان الطقس حارا جدا.
وأضافجوزيهفى تصريحات سابقة خلال سرد كواليس هذه المباراة، "كنت جديدا فى مصر، ولا أعرف أحدا، لم أطلب إرهاق لاعبى ريال مدريد فى الجولات السياحية كما تردد، ولكن عندما قال لى المترجم الخاص بى إن لاعبى الفريق الإسبانى الآن فى منطقة الأهرامات قلت له ضاحكاً "هذا أمر رائع اتركوهم ساعة أخرى فى هذا الطقس الحار."
وتابع المدرب البرتغالى، "قبل المباراة تحدثت مع لويس فيجو نجم الريال، وقال لى قبل أن تبدأ المباراة وبينما كان يهتف ما يقرب من 100 ألف احتشدوا فى مدرجات استاد القاهرة الأجواء رائعة، فقلت له، ضاحكاً الأجواء ستظل رائعة فقط حتى تبدأوا فى إحراز الأهداف فى مرمانا، وعندها سيتغير كل شيء".
وواصل مدرب الأهلى الأسطورى استرجاع ذكريات هذه المباراة، قائلاً، قبل أن تبدأ المباراة قلت للاعبى الأهلى أنتم أمام أكبر وأفضل فريق فى العالم.. فاستمتعوا.. من الممكن أن نخسر بفارق 5 أو 6 أهداف ولكن لا يهم"، وأكدت لهم أيضاً أن الأهلى لديه أحتمال 1 فقط فى المائة للفوز على ريال مدريد، ومن أجل هذا الاحتمال سنقاتل فى الملعب".
وأضاف جوزيه، "فى الشوط الأول لم يدخل لاعبو الأهلى أبداً منطقة جزاء ريال مدريد، كانوا يقفون للدفاع فقط.. قبل انتهاء الشوط الأول بعشر دقائق لاحظت أن فريق ريال مدريد ينهار بدنياً، وبين الشوطين قلت للاعبين إنه الآن لدينا 10 فرص للفوز وليس واحدة فقط، سأجرى 3 تغييرات، سنهاجم وعندما تقطع الكرة منا ستقفون على خط المنتصف وتبدأون فى الضغط، كانت طريقة جديدة على اللاعبين، وبعدها أحرز صنداى النيجيرى الهدف الأول للأهلي لنفوز تاريخياً على نادى القرن فى أوروبا".
هدف الاهلي التاريخي في مرمى ريال مدريد