يظل واحدًا من أساطير نادى الزمالك، والفتى الذهبى المُدلل لدى جماهيره، فلا تحتمل جماهير ميت عقبة أن تراه إلا فى صورة البطل المقاوم، ينظرون له كأنه ساحرًا يعرف جيدًا من أين يخطف قلوبهم ويسحر عقولهم، عنوانهم الدائم أنه أحد أساتذة مدرسة الفن والهندسة، فنجد الجماهير فور أن يُطلق اسمه يتسارعون للعودة بالأذهان لأهدافه ومهاراته التى طالما رسمت الفرحة على قلوبهم وأدخلت إلى عقولهم، إنه محمود عبد الرازق "شيكابالا"، الفتى الذهبى وقائد فريق الزمالك، الذى يقودهم للسعادة والأمل حتى مع لحظات الألم والحزن التى تمر على القلعة البيضاء، صاحب هدف الأبيض الساحر فى مرمى الأهلى، فى نهائى دورى أبطال إفريقيا، الذى جمع بين القطبين مساء أمس الجمعة، على ستاد القاهرة، وشهد تتويج المارد الأحمر باللقب الإفريقى للمرة التاسعة فى تاريخه، وعلى الرغم من هزيمة الزمالك بهدفين مقابل هدف فى القمة التاريخية التى جمعت الفريقين، إلا أن جماهير قلعة ميت عقبة ستظل تتذكر هدف الأباتشى لسنوات طويلة، ويستعرض "انفراد" فى السطور التالية أبرز ما قدمه ساحر قلوب الزملكاوية شيكابالا بعد هدفه فى القمة الإفريقية.
- هدف شيكابالا يُعيد الآمال للزمالك وخروجه يحول المباراة
نجح محمود شيكابالا فى تسجيل هدف التعادل للزمالك فى مرمى الأهلى فى مباراة الأمس، ليكون بمثابة الأمل الذى تجدد فى قلوب الجماهير للعودة بالمباراة، بعدما أحرز الهدف فى الدقيقة 31 من زمن المباراة، بعدما كان يتقدم الأحمر بهدفه الأول عن طريق عمرو السولية الذى سجله فى الدقيقة الخامسة من زمن الشوط الأول.
هدف شيكابالا جاء من جملة فنية ومهارة رائعة ليرسم بمفرده لوحة فنية مميزة ليُعيد بها زمن أهداف مدرسة الفن والهندسة، بعدما سدد قذيفة مدوية سكنت قلوب الجماهير قبل أن تسكن مرمى محمد الشناوى.
خروج شيكابالا يُربك حسابات الزمالك أمام الأهلى
تُعد أبرز النقاط التى ساهمت فى تغيير نتيجة مباراة الأهلى والزمالك، هو خروج الأباتشى فى الدقيقة 55 من زمن المباراة، بعدما قام البرتغالى جايمى باتشيكو، المدير الفنى للأبيض، بالدفع بالكونغولى كابونجو كاسونجو بدلاً من شيكابالا بعد إصابته، والذى كان نقطة تحول واضحة فى مجريات المباراة، بعدما فقد الزمالك بخروجه أبرز السمات التى كانت تميزه طوال المباراة وهى شخصية القائد التى كانت تُسيطر على الأداء وتضبط إيقاع اللاعبين فى الملعب.
واعترف الأهلى بهذا عندما أكد سامى قمصان، مدرب الأحمر، فى تصريحاته عقب المباراة أن شيكابالا كان من المميزين خلال القمة، وخروجه أراح الأهلى بشكل كبير"، وجاء ذلك بعدما نجح الأهلى فى السيطرة على مجريات المباراة فور خروج شيكابالا مع استغلال الارتباك الذى ظهر على لاعبى الزمالك فى الربع ساعة الأخيرة من زمن المباراة لينجح محمد مجدى أفشة فى إحراز هدف الفوز للأحمر فى الدقيقة 86 من زمن المباراة، ليُهدى الأهلى التتويج باللقب الإفريقى.
مسيرة من العطاء منحها شيكابالا للزمالك
واصل شيكابالا مسيرة عطاءه للزمالك على مدار العديد من السنوات التى شهدت تألقه داخل جدران القلعة البيضاء منذ أن كان فى مدرسة الناشئين وصوله إلى الفريق الأول وهو فى عمر السادسة عشر، ورغم صغر سنه شارك مع الفريق الأول وتألق بشدة حيث تدرج مع فرق الناشئين فى الزمالك ولمع نجمه وهو فى سن صغير حتى صعد للفريق الأول وهو بعمر 16 عام و10 أشهر فقط! وكانت أول مباراة له أما فريق غزل المحلة موسم 2002 واستطاع فيها تسجيل هدف نال بلقب أفضل هدف فى الموسم.
وشهدت مسيرة شيكابالا مع الزمالك، المشاركة فى أكثر من 257 مباراة على مستوى كافة البطولات المحلية والقارية، وسجل خلالهم 52 هدفًا وصنع 68 هدفًا.
- شيكابالا قائد كتيبة الأبطال فى الزمالك 2020
عودة شيكابالا للزمالك هذا الموسم بالتحديد، كانت نقطة تحول فاصلة فى مشواره فقد نجح فى أن يُصبح قائدًا على الجيل الحالى داخل ميت عقبة، الجميع يلتف حوله ويسمعون لنصائحه ويسيرون على دربه نحو الانتصارات والتتويج بالبطولات للعودة بالثقة للجماهير ومكانة القلعة البيضاء، شارك شيكابالا مع الزمالك هذا الموسم فى 17 مباراة بواقع 8 مباريات فى دورى أبطال إفريقيا و6 لقاءات فى الدورى الممتاز ومباراتين فى كأس مصر ومباراة فى السوبر المصرى، وسجل خلالهم 4 أهداف.
ساهم شيكابالا هذا الموسم فى تتويج الزمالك بكأس مصر عن النسخة الماضية على حساب بيراميدز، والسوبر الإفريقى على حساب الترجى التونسى، ثم توج بالسوبر المصرى على حساب الأهلى، بالإضافة إلى تأهله مع الفارس الأبيض إلى نهائى دورى أبطال إفريقيا قبل أن يخرج وصيفًا للبطولة.