بالصور الريف المصرى بالرصاص فى معرض "رماديات مصرية"

هل سيأتى الوقت الذى لا نجد فيه ريفًا بعد تغير الكثير من معالمه؟ وهل القاهرة الخديوية فى طريقها إلى الزوال؟! أم أن ما نحمله من مشاعر حب للوطن وأجزائه سيجعلنا نحافظ عليها؟ مجرد أفكار قد تنتابك عندما تشاهد تلك اللوحات المرسومة بالرصاص فى معرض "رماديات مصرية" للفنان التشكيلى محسن منصور، والتى تتناول الريف المصرى وبورتريهات لريفيات مصريات، والقاهرة الفاطمية، فتجعلك تمعن التفكير وتربط بين سهولة مسح مادة الرصاص وبين مدى استمرارية الريف والقاهرة الخديوية من عدمهم، فاللوحة الفنية لا تقتصر على الجماليات وإمتاع الناظر فحسب، إنما تلعب دورًا مهمًا فى التعبير عن الواقع حتى بعد إضافة رؤية الفنان التشكيلى عليها، بل من الممكن أن تساهم فى خلق حالة من التفكير والتأمل العميق والبحث فى أصل الأشياء ومصيرها.

ومن جانبه، قال الفنان التشكيلى محسن منصور، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": شاركت فى معرضى "رماديات مصرية" بـ42 لوحة مرسومة بالقلم الرصاص، والذى أعتبره رصاص سلم وسلام وحب، ودعوة لإقامة الحياة لا إماتتها. رصاص لا يميت بل يقيم الحياة ويزينها، لا يحرق ولا يقتل بل يُفِرح ويُسعد يبهج يرسم الأمل والأحلام، ويسجل تواريخنا الماضية وطموحاتنا القادمة.

وأكد "منصور"، أن المعرض الذى تم افتتاحه منذ يومين بحضور عدد كبير من الفنانين، بمركز الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك، ومن المقرر استمراره حتى يوم الأربعاء 13 يناير، كان ناجحًا بكل المقاييس من حيث عدد زواره وقيمتهم الفنية والثقافية والعامة، وعبر عن سعادته قائلاً: شرفنى بالافتتاح الأستاذ الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور حمدى أبو المعاطى، نقيب التشكيليين ورئيس قطاع الفنون السابق، والفنان أشرف رضا، رئيس قطاع الفنون الأسبق، والكثير من الفنانين المتميزين. واختتم محسن منصور كلامه قائلاً: هذا المعرض هو الثانى من رباعية معارضى الشخصية للموسم السابق والحالى؛ فالأول كان جمل لونية بالأوبرا، وهذا المعرض هو الثانى، أما الثالث فسيكون أبريل المقبل بعنوان "نقطة التقاء بين جيلين" بقاعة الهناجر بالاشتراك مع ابنى الفنان أحمد محسن منصور، أما الأخير فسيكون أكتوبر المقبل بعنوان "حوار المساحات" بقاعة صلاح طاهر بالأوبرا.