دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
كواليس غرف الملابس اليوم عن الصربى ميتشوالمدير الفنى للزمالك، حيث كان وضعه مُختلفًا تمامًا، فبدايته كانت قوية جدًا مع الفريق فعندما تولى قيادة الفريق نجح بالتتويج ببطولة كأس مصر، على حساب بيراميدز، فى المباراة التى أقيمت يوم 9 سبتمبر 2019 بنهائى بطولة كأس مصر، وانتهت بفوز الزمالك بثلاثية نظيفة، ليتوج الأبيض بلقب البطولة، ثم استكمل طريقه بقوة فى دورى أبطال أفريقيا، حيث كانت أولى مبارياته مع الفريق فى البطولة الأفريقية فوزًا عريضًا على حساب ديكادها الصومالى بسداسية دون رد، فى دور الـ64 من البطولة، وكن لكل مدرب طرقه المُختلفة وفنونه الخاصة فى علم التدريب، وهى ما يُشكل السمة الخاصة به فى تعامله مع اللاعبين وكيفية إدارته للمباريات، وبالتالى تكون نتيجتها إما نجاحه أو إخفاقه ورحيله.
وعلى الرغم من هذه البداية إلا أنه رحل عن قيادة الزمالك بعد هزيمته بثلاثية نظيفة من مازيمبى الكونغولى فى الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة دورى أبطال أفريقيا، ليرحل بسببها عن الفريق بعدما قاده فى 13 مباراة فى الدورى وكأس مصر ودورى أبطال أفريقيا والسوبر المحلى، حيث حقق الفوز فى 8 مباريات، وخسر أربعة، وتعادل فى مباراة واحدة، وأحرز اللاعبون تحت قيادته 21 هدفًا وتلقت شباكهم 12 هدفًا.
عقب رحيل ميتشو عن قيادة الزمالك، خرج عصام مرعى المدرب العام السابق للزمالك فى الجهاز الفنى للصربى ميتشو، ليكشف المشكلة الأبرز فى شخصية ميتشو خاصة فى تعامله مع اللاعبين، قائلاً: "مشكلته إنه كان يملك الشخصية لكن كان يتراجع، فمثلاً فى أحد المرات كان يتحدث مع اللاعبين فى التدريب، وفى نفس الوقت كان اثنين من اللاعبين يمزحان سويًا"، متابعًا: "فى هذه اللحظة يفترض ألا تلتفت للأمر لكى لا يحدث صدام، وإن حدث صداما فيجب أن تستمر على رأيك، لكن ما حدث أن ميتشو عنف اللاعب، فرد عليه اللاعب وقال له نعم أنا أفعل كذا كذا.. هنا تراجع ميتشو وقال طب أوك خلاص ماشى، وهنا شعرت بالضيق من الموقف لكننى صمت لكى لا أتسبب فى مشكلة وبعد التدريب ذهبت للاعب وتحدثت معه لألفت انتباهه لأن تلك الأمور الصغيرة مع الوقت تكبر".
وأشار: "مشكلة ميتشو أيضًا أنه كان يغير كثيرًا فى التشكيل أمام إنبى مثلاً قرر اللعب بمهاجين اثنين وتحدثت معه أننا بذلك نخسر لاعب فى وسط الملعب، لكنه لم يستمع والنتيجة خسارتنا للقاء وأمام مازيمبى بعدها".