وسط زخم الهجوم الشرس من كل الاتجاهات على قيادات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" واتهامهم بالمولاة للوداد المغربى ضد الأهلى قبل المباراة المحتملة بين الفريقين فى نهائي دوري أبطال أفريقيا، باختيار المغرب لاستضافة اللقاء المقرر له 30 مايو الجارى، وإن كان هذا يحمل شيئا من الحقيقة ولكنه ليس كل الحقيقة .
فات البعض البحث عن الأسباب التي دفعت الكاف إلى تفضيل اختيار المغرب لاستضافة نهائي دورى أبطال أفريقيا، وهى أسباب لائحيا صحيحة إذ لم يكن هناك أمام المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي سوى ملف واحد لاستضافة اللقاء وهو ملف المغرب فاضطر إلى اعتماده ، وأيا كانت الطريقة الملتوية التي تم بها سحب ملف السنغال المتقدم الآخر باتفاق من تحت الترابيزة ، فمؤكد أن هذا لا يدين الكاف حال تصعيد الموقف للمحكمة الرياضية .
السؤال الذى يطرح نفسه، أين كانت إدارة الأهلي من هذا الملف، ولماذا لم يتم التقدم بطلب لاستضافة النهائى.. هنا سنجد من يقول إن هذا مهمة اتحاد الكرة فهو المنوط به مخاطبة الاتحاد الأفريقى وليس الأندية.. وهذا حقيقيا، ولكن لماذا يبحث الأهلي عن مصلحته ويطالب اتحاد الكرة بالتحرك ومخاطبة الكاف تحسبا لوصوله للمباراة النهائية خاصة وأن تقديم الطلبات تم مع بداية دور المجموعات من النسخة الحالية .
ويزيد من الالتباس حول موقف إدارة الأهلي من ملف استضافة النهائي الأفريقي، وجود محمود الخطيب رئيس الأهلي في عضوية لجنة المسابقات بالاتحاد الأفريقى ومفترض أن يشارك فى اجتماعات التنسيق للمباريات ولديه معلومات كافية عما يجب فعله فى مثل هذه الأمور.
وكان من الطبيعي والمفترض أن يدلى بيبو بدلوه عند مناقشة ملف النهائي والطبيعى أنه يعلم مواعيد التقدم بطلبات استضافة النهائي وكان عليه أن يتحرك لصالح الأهلي في هذا الاتجاه بحينه.. وكذلك كان عليه أن ينبه ويطالب الاتحاد الأفريقي لأهمية إعلان مستضيف النهائي مبكرا وقبل التعرف على طرفي المباراة خصوصا وأنه ناديه مشارك فى البطولة وحسابات تأهله للنهائى موجودة وبقوة كالعادة.. والكثير والكثير من الأمور كان عليه التصرف فيها قبل فوات الأوان، دون الاكتفاء ببيانات الشجب والمطالبة بالعدول عن القرار والذى رفض فى نهاية الأمر من جانب الكاف..
اذا كان الاتحاد الأفريقي أخطأ بعدم تحديد مستضيف نهائى أبطال أفريقيا من بداية البطولة أو حتى قبل انطلاقها مثلما يحدث فى البطولات الكبرى.. يبقى عدم التحرك المصري المبكر من الأهلى واتحاد الكرة ، خطأ أكبر ولعله درس إدارى نستفاد منه فيما هو قادم.