عرف عبد الستار صبرى اللعب منذ الطفولة، كان فى صغره موهبة مبهجة للعين كرويًا، وفـى سنواته المبكرة فك ألغاز الكرة وروضها، الكرة كانت تبحث عنه فى كل حارة وركن وشارع وزاوية وملعب صغير، يمكن لهذا الجلد المنفوخ أن يتحول لشىء عاقل يتعرف على صاحبه حينما يتعلق الأمر بـ عبد الستار صبري، الكرة تحبه ويحبها، تحتاج إليه دومًا، وعلى صدر قدمه تستريح وتتأرجح، كان صبرى بمثابة الموهبة التى لا تحتاج للكثير من الجهد والعمل لتفرض نفسها، أحبه المدربين المصريين والأجانب، ولقبته الجماهير بالساحر و"إيزيبيو" الكرة المصرية، تيمنًا برمز الكرة البرتغالية فى حقبة الستينيات.
بدأت رحلة عبد الستار صبرى من مركز شباب الجزيرة ثم انتقل بعدها إلى المقاولون العرب، لكن بدايته الحقيقية مع الجماهير المصرية مع المنتخب الوطنى فى بطولة أفريقيا عام 1995 وهى البطولة التى نجح وقتها المنتخب المصرى فى تحقيق الميدالية الذهبية على حساب زيمبابوى فى المباراة النهائية بنتيجة 3-2، وقاد ناديه السابق المقاولون العرب لإحراز بطولة كأس مصر فى عام 1995 ليتأهل للمشاركة فى بطولة أبطال الكؤوس الأفريقية فى عام 1996، وهى البطولة التى أحرز الفريق لقبها بعد غياب طال عن ذئاب الجبل منذ عام 1983.
تحولت مسيرة عبد الستار صبرى عام 1998 عندما شارك مع المنتخب فى بطولة كأس الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو تحت القيادة الفنية للجنرال محمود الجوهري، وتمكن مع بقية زملائه فى الفريق، وعلى رأسهم حازم إمام وحسام حسن وأحمد حسن وهانى رمزى ونادر السيد وآخرون، أن يحققوا اللقب الذى غاب وقتها عن مصر منذ بطولة 1986.
انتقل عبد الستار صبرى بعدها إلى رحلة الاحتراف فى أوروبا بنادى تيرول النمساوى ومنه إلى فريق باوك سالونيك اليونانى ثم بنفيكا البرتغالى تحت قيادة جوزيه مورينيو، وكان "سترة" الورقة التى يعتمد عليها الجوهرة بصفة أساسية.
ويأتى هدف عبد الستار فى ديربى البرتغال الأكبر بين بنفيكا وسبورتينج لشبونة هو الأبرز فى تاريخ اللاعب، هذا الهدف هو الذى حسم المباراة وقتها فى الثوانى الأخيرة، بل والأكثر من ذلك أنه جاء فى مرمى لشبونة وقتما كان العملاق الدنماركى بيتر شمايكل حارسا له.
فى هذا الوقت، ذاع صيت عبد الستار صبرى فى البرتغال حتى وضعه كريستيانو رونالدو مثلا أعلى له فى عالم الساحرة المستديرة فهذا يكفى، عندما كان الشاب كريستيانو رونالدو يجلس يشاهده يستمتع بموهبته وهو الأمر الذى بات جزءا من تاريخ عبد الستار صبرى أحد أبرز المواهب التى مرت على الكرة المصرية عبر تاريخها.
أكد عبد الستار صبرى بتصريحات فى إحدى اللقاءات التليفزيونية، أنه كان قريبا من الانتقال لريال مدريد، بعدما تولى هاينكس المسئولية وطالب إدارة الميرنجى بالتعاقد مع الساحر المصرى لكن المفاوضات لم تكلل بالنجاح.
كان عبد الستار صبرى قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى النادى الأهلى بدلا من طلائع الجيش فى بداية موسم 2004-2005، ولكن ظروف التجنيد منعت اللاعب من إتمام هذه الخطوة لينضم إلى الفريق العسكرى وأنهى مشواره الكروى معهم، واتجه إلى التدريب وتولى مهمة المدرب العام لنادى الإنتاج الحربى والمنتخب الوطنى الأول خلال ولاية شوقى غريب.
مؤخرا كان عبد الستار صبرى أحد المرشحين للعمل فى جهاز البرتغالى روى فيتوريا، ورغم أن هذه الخطوة لم تتم، إلا أن أحلام الفتى الأسمر ما زالت قائمة وينتظره مجد تدريبى لا يقل عن المجد الذى صنعه وهو لاعب.