الودادُ المغربيُّ لنْ يُواجِهَ الأهلي وحْدَهُ في أُمسيةِ الأحدِ على استادِ القاهرةِ، بل سيُواجِهُ خمسينَ ألفَ لاعبٍ آخَرَ يَسكنُونَ في المُدرجاتِ، كلُّ حَنْجرةٍ منهم تحْمِلُ معها حماسَ وقُوةَ ورغبَةَ اللاعبينَ ذاتَهَا في التتويجِ بالأميرةِ السمراءِ.
خمسونَ ألفًا يتركُونَ الفُرْجَةَ أمامَ الشاشاتِ العِملاقَةِ، ويحملونَ لافِتاتِهِمْ وقُصاصاتِ الورقِ التي تحْمِلُ شِعارَ نادِيهِمْ إلى المدرجِ، يتركونَ الرفاهِيةَ، ويذهبونَ طَوْعًا للزِّحَامِ والصَّخَبِ، لِتَتعَالَى أصواتُهُمْ ويُشْعِلُونَ مَواقِدَ الإثارَةِ.
عشَراتُ الآلافِ التي تحضُرُ لمُؤَازَرَةِ الأهلى أمامَ الودادِ بذهابِ نِهائِيِّ أفريقيا، سيَمُرُّ أمامَ عينِهَا شريطٌ مَلِيء بالتتويجاتِ والألقابِ، شريطٌ ثَرَيٌ بلحَظاتِ المَجْدِ التي اعتادتْ عليه جماهيرُ الأهلي منذ عشَراتِ السنينَ.
جماهيرُ الأهلي باختصارٍ ستلعبُ النهائِيَّ الأفريقيَّ كما اللاعبونَ تمامًا، إيمانُهُمْ بذلك يجْعلُهُمْ يتحدَّثُونَ عنِ المباراةِ بصوتِ الفاعِلِ، سنلعَبُ، سنفُوزُ، سنُقاتلُ، سنُتَوجُ بالبطولةِ، لنْ نسْتسلِمَ، ولنْ تَتوقَّفَ صيْحَاتُنَا، لأنهم بالفِعْلِ المالكُ الحصريُّ لهذه اللعبةِ بكُلِّ جُنُونِهَا.
هذه الحُشودُ ستذهبُ لتشجِيعِ الأهلي، وكلُّ حُلمِهَا أنهُ حينمَا تنْطَفِئُ أنوارُ استادِ القاهرةِ بعدَ المُبارَاةِ، تكونُ أضيئتْ أفْئِدَتُهُمْ بانتصارٍ ثَمِينٍ، يُسَهِّلُ مَأْمُوريةَ الحَسْمِ في الإيابِ، وما بين النُّورَيْنِ، سنَعِيشُ لحَظاتٍ جماهيريةً لنْ تَسْقُطَ منَ الذاكرةِ مهما مَرَّ الزَّمَنُ.
المُؤكدُ في أُمْسيةِ الأحدِ، أنَّ جَماهِيرَ الأهلى لنْ تَتَخَلَّى عنْ عادَاتِهَا، تلك التي تُشْعِلُ فيها حماسَ اللاعبينَ بالطبُولِ، والنواقيسِ، والهُتَافاتِ الحَماسِيةِ، لا يمْنَعُهَا منْ ذلك الشمسُ الحارِقَةُ أوْ هُطولُ الأمطارِ، لأنها لا تعْتَبِرُ نفْسَهَا ذَاهِبةً لمُجرَّدِ "ملعبٍ".