تعيش قلعة الدراويش هذه الأيام أسوأ أيامها منذ تأسيس هذا النادى عام 1924، ويعتقد البعض أن هزيمة الفريق الأول لكرة القدم بالنادى من الزمالك فى الدور قبل النهائى من بطولة كأس مصر هى الأزمة والسبب فى ثورة الجماهير، لكن الحقيقة، إن خروج الدراويش من بطولة كأس مصر كانت بمثابة المسمار الأخير فى نعش مجلس إدارة النادى، الذى أرتكب أخطاءً كبيرة فى حق هذا النادى.
عقب نجاح قائمة العميد محمد أبو السعود، فى انتخابات النادى عام 2012، توسمنا فيهم خيرًا، خاصة وأنها قائمة نجحت كاملة مما يعنى أن أعضاء مجلس الإدارة متفاهمين ولا يوجد بينهم أى خلاف، وسوف يخدمون النادى على قلب رجل واحد، ولكن كانت المفاجأة؛ ما شاهدته جماهير النادى وكل المتابعين الانشقاقات والخلافات التى حدث عقب الانتخابات مباشرًا تلاها الاستقالات التى حدث من أعضاء مجلس إدارة النادى واحد تلو الآخر، بخلاف عدم وفاة أى عضو من مجلس الإدارة بأى وعود انتخابية قطعها على نفسه وقت ترشحه.
البرنامج الانتخابى لقائمة العميد محمد أبو السعود، "العبد لله" هو من كتبها لهذا المجلس، بعدما فؤجئت يوم المؤتمر الصحفى للقائمة، والذى تم عقده لتقديم انفسهم للإعلاميين كقائمة موحدة لمجلس إدارة النادى، إن القائمة لا تملك أى أفكار للنهوض بالنادى وليس لديها برنامج انتخابى، قررت على الفور، تسليم البرنامج الانتخابى الذى كنت أود أن أقدمه للجماهير كمرشح لعضوية مجلس الإدارة قبل أن اتراجع عن قرار ترشحى، إلى قائمة العميد أبو السعود، وهو البرنامج الذى لو تم تنفيذ لتحول الإسماعيلى إلى مؤسسة رياضبة اقتصادية لكن للأسف فور نجاح المجلس، تم وضع البرنامج فى الإدراج وسعى المجلس إلى أفكار هدامه كـ "خط "الدراويش" وهى الفكرة التى خسرت النادى 70 ألف جنيه، ولم تحقق أى نجاح، وسوء تنفيذ الفكرة جعل النادى الأهلى ينفذ الفكرة بجدية وربح منها الملايين، بسبب وجود منظومة عمل احترافية داخل النادى.
خلاصة القول فى أداء مجلس إدارة العميد محمد أبو السعود، وهو استمرار المجلس مكتوف الأيدى أمام انهيار قطاع الناشئين بالنادى، وإفلاس النادى ماديًا وعدم توافر حتى مرتبات العاملين بالنادى والتى تتأخر مرتباتهم بـ 4 شهور، وانعدام الموراد المالية الثابتة، واعتماد النادى على بيع النجوم فقط للصرف على النادى وهى العادة التى انتهجها كل مجالس الإدارات لحل الأزمة المالية دون التفكير جيدًا فى إنشاء مشروعات تنموية تحقق موارد مالية ثابتة للنادى، يستطيع من خلالها الصرف على الفريق الأول وقطاع الناشئين وخلافة، وكنت أود أن يدير مجلس الإدارة النادى بفكر اقتصادى بعدما تحولت كرة القدم إلى "استمثار".
اليكم أن تتخيلوا أن ثمن العضوية فى أندية مثل الأهلى والزمالك والصيد 250 ألف جنيه، وتجدد فى العام فيما لا يقل عن 700 جنيه، فى الوقت العضوية داخل النادى الإسماعيلى 215 جنيه وتجدد بـ 35 جنيه كل عام، هذه المعلومات تلخص الحياة داخل النادى.
الإسماعيلى، وقع ضحية وكلاء لاعبين أضروا بالنادى كثيرًا، وحققوا الملايين من وراء "تدبيس" النادى فى صفقات لم تفيد النادى، بجانب وضع شروط جزائية وتحقيق مصالح شخصية وهنا أذكر الجميع بأزمة جون أنطوى، بعدما تألق اللاعب مع النادى الإسماعيلى، ظهر فاجأة أن للاعب نادى قادم منه وليس لاعب فرى كما أعلن مجلس الإدارة فور ضمه، وليس هذا فقط بل أن وقام الإسماعيلى بشراء اللاعب بـ 250 ألف دولار، بخلاف ظهور كمان شرط جزائى فى عقد اللاعب بحصول نادى دريمز الغانى، اللى مفروض نادى اللاعب الذى تعاقد معه الإسماعيلى حسب أدعاء وكيله، بحصول النادى الغانى على مبلغ 584 ألف دولار أمريكى أى نسبة 30% من عائد البيع الثانى لأنطوى، بعد انتقاله من الدراويش إلى الشباب السعودى.
ما يحدث داخل النادى الإسماعيلى، يجعلنا نبكى بحرقة على أحوال النادى، لو كتب كل ما يدور فى الكواليس قد يُحبط البعض، لكن لديه أمل فى التغيير وتحسين وضع النادى الإسماعيلى، فى حالة تولى مهمة قيادة النادى الإسماعيلى مجلس إدارة يكون صاحب فكر وليس مجلس إدارة يملك أموال، وهذه النظرية أتمنى أن تدركها جماهير الإسماعيلى والتى تتحدث عن أنه يجب أن يترشح أحد رجال الأعمال والذى يملك إمكانات مادية هائلة لانتشال النادى، وهو المطلب الذى أرفضه تمامًا، ولا أؤيده، لأن النادى بالفعل فى حاجة ماسة إلى مجلس إدارة يملك فكر وطموح ويسعى إلى تحويل الإسماعيلى إلى مؤسسة رياضية اقتصادية.
سمعة النادى الإسماعيلى لدى "فيفا" أصبحت سيئة تمامًا من كثر القضايا التى تمر رفعها على النادى من قبل لاعبين ومدربين، لذلك أتمنى من الإدارة أن تراعى هذا الأمر فى التعاقد مع أى لاعب أو مدرب أجنبى بتحرير عقود صحيحة وفى مصلحة النادى فقط وليس فى مصلحة الوكيل والوسيط.
فى الوقت الذى رصد فيه نادى الأهلى 80 مليون جنيه للصفقات الجديدة، ورصد الزمالك 50 مليون جنيه لإبرام الصفقات الجديدة، لم يستطع الإسماعيلى توفير أكثر من مليون ونصف المليون لإبرام صفقاته الجديدة، فهل هذا لا يدعوا للبكاء على أحوال النادى الإسماعيلى، بعدما تم بيع مروان محسن المهاجم الوحيد فى النادى للغريم التقليدى النادى الأهلى بـ 10 مليون جنيه دون التعاقد مع أى نجوم سوبر حتى الآن، بجانب تخوف أكثر من لاعب من الانضمام لصفوف الإسماعيلى بسبب الأزمة المالية الموجودة فى النادى والتى تسببت فى تمرد اللاعبين قبل نهاية الموسم المنقضى بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المالية، وهو ما يقلق اللاعبين الجدد خشية من الحصول على مستحقاتهم باستمرار.
أزعجنى جدًا الهجوم الذى تعرض له خالد القماش المدير الفنى السابق للنادى الإسماعيلى، بعد الهزيمة من نادى الزمالك فى الدور قبل النهائى من مسابقة كأس مصر، فى الوقت الذى لا تعلم الجماهير إن القماش قاد الفريق فى ظروف وأجواء لا يتحملها أى مدرب مهما كان أسمه، كنت كثير أتحدث مع القماش، وأعلم جيدًا حبه للنادى ومحاوله تحقيق حلم الجماهير، لكن كان يعمل فى عدم وجود مجلس إدارة بعد أن استقال نصف المجلس والنصف الآخر بعيد تمامًا على عن النادى ومشاكل الفريق، لدرجة أن الجماهير تناست أسماء مجلس الإدارة، ولم يعد غير رئيس النادى الغير متفرغ لإدارة شئون النادى، وواجه القماش مشاكل عديدة داخل الفريق، خلال قيادته للفريق ولم يجد أى مسئول بالنادى للوقوف بجانبه أو مساندته.
قرار الإسماعيلى بالاستغناء عن النيجيرى جون أوتاكا قرار سليم، لكن مجلس الإدارة اخطأ لم أقبل على هذه الخطوة، وأذا كان يريد تكريم اللاعب كما قيل فكان من الأولى تكريم محمد حمص الذى كان قادر على العطاء ورفض مجلس إدارة المادى أن يختم اللاعب حياته داخل النادى بضمه لمدة موسم.
الإسماعيلى حتى الآن تعاقد مع 6 لاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية هم محمد عادل جمعة، الظهير للزمالك، ومحمد أبو المجد "بوشا"، لاعب فريق مصر المقاصة وعمرو عبد الفتاح "عموري" من الدوري الكويتي، وأحمد الصعيدي من النصر القاهري، وشريف حازم من الأهلي، وسامح عبد الفضيل من وادى دجلة، لم أجد أى صفقة تحوز على اهتمامى أو قناعتى، واعتبر أن تلك الصفقات كأن لم تكن، وللحديث بقية مادام في العمر بقية.