"لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين".. إلا أن الزمالك لم يتعلم من الأخطاء التقليدية التى يرتكبها قبل كل قمة يواجه فيها غريمه التلقيلدى "الأهلى" ليصبح ضحية فى 66 مباراة فاز خلالها المارد الأحمر، من أصل 171 قمة جمعت الفريقين، وفاز الأبيض فى 41 فقط، فيما حسم التعادل النتيجة بينهما فى 59 لقاء.
العديد من الأخطاء التقليدية ارتكبها الزمالك قبل الخسارة من الأهلى بهدفين دون رد فى المباراة التى جمعتهما أمس الخميس على استاد بترو سبورت، فى ختام الدور الأول من مسابقة الدورى الممتاز، نرصد البعض منها فى السطور التالية..
1_ كثرة تغيير المدربين
على عكس الأهلى الذى ينعم بالاستقرار فى جهازه الفنى، ارتكبت إدارة الزمالك خطأ معتاد بكثرة تغيير المدربين فى فترة قليلة جداً أفقدت الفريق توازنه، حيث بدأ الموسم وكان مؤمن سليمان مديراً فنياً للأبيض، ثم رحل مؤمن وتولى محمد صلاح مقاليد القيادة الفنية، ثم تم الاستعانة بمحمد حلمى ليصبح مديراً فنياً للفريق، فى الوقت الذى ظل فيه حسام البدرى مديراً فنياً للمارد الأحمر، وأدرك كل كبيرة وصغيرة فى فريقه، وتعلم من أخطائه الماضية التى يقوم بتعديلها من مباراة لأخرى.
2_ خوف المدير الفنى من الإقالة
قاد محمد حلمى الزمالك فى مباراته أمام الأهلى، ويراوده رعب تلقى خبر الإقالة فى حالة الخسارة، حيث اعتادت إدارة القلعة البيضاء الإطاحة بالمدربين فى حالة الهزائم، فما بالك بالهزيمة من "الأهلى"، ليتحمل المدير الفنى فوق طاقته ويفقد تركيزه لمجرد التفكير فى قرار الاطاحة به حال الخسارة، ويتكرر الأمر قبل كل مباراة قمة، فى الوقت الذى تمنح إدارة القلعة الحمراء الثقة لمدربيها وظهر ذلك بوضوح مع البدرى الذى دخل اللقاء واثقاً فى بقائه حتى إذا تعرض للخسارة.
3_ عدم ثبات تشكيل الزمالك
يدخل الأبيض أغلب مواجهات القمة دون الاستقرار على تشكيل ثابت، حيث لا يوجد للزمالك تشكيل ثابت منذ بداية الدورى وحتى نهاية الدور الأول من المسابقة، وفى كل مباراة كنا نجد تغييرات وتعديلات غير مبررة، على عكس المارد الأحمر الذى وضع له البدرى قواما أساسيا من اللاعبين ليتم بناء التشكيل على هذا القوام، مما منح الفريق اتزان واضح حتى فى حالة اجراء تعديل فى الخطة أو التشكيل ولا يشعر به أحد.
4_ عدم تحديد هدف من المباراة
دائماً يواجه الزمالك الأهلى دون أن يضع اللاعبون هدفا نصب أعينهم يسعون لتحقيقه طوال الـ 90 دقيقة، وظهر ذلك بوضوح فى الشوط الثانى من المباراة التى جمعتهما أمس، حيث ظل الأبيض مستحوذاً على الكرة وضاغطا على الأهلى فى نصف ملعب، إلا أنه استحواذ سلبى دون خطورة تذكر على مرمى إكرامى.
5_ عدم التعلم من لدغات الماضى
على مر مواجهات الفريقين، ظل الأهلى يلدغ الزمالك دائماً وخاصة فى الأوقات القاتلة، وحدث ذلك عندما أطلق جونيور أجاى رصاصة الرحمة بعد دخوله أرض الملعب بثلاث دقائق فقط، وسجل هدف الأهلى الثانى فى مرمى الزمالك، حيث شارك اللاعب بديلا فى الدقيقة 87 بدلا من مروان محسن، وسجل الهدف فى الدقيقة 90 من عمر اللقاء وحسم القمة للأحمر، حيث أحرز الهدف بعد متابعته لعرضية متقنة من الجبهة اليسرى.
لم يكن هدف أجاى مستحدثا فى مواجهات القمة، حيث سبقه محمد بركات ومحمد أبو تريكة فى تسجيل أهداف قاتلة فى مرمى الأبيض فى الأوقات القاتلة.
6_ افتعال الأزمات قبل القمة
أزمات عديدة تفتعل قلب كل قمة، سواء على ملعب المباراة أو الحكم الذى سيدير، أو أعداد الحاضرين.. إلخ إلخ، وأمر طبيعى أن تتسبب تلك الأزمات فى فقدان اللاعبين تركيزهم قبل المباراة، لكن الأهلى ينجح فى فصل اللاعبين والجهاز الفنى عن تلك الأزمات ويصبح تركيزهم منصب فقط على المباراة، على عكس الزمالك الذى تفتعل فى الغالب إدارته تلك الأزمات فتتسبب فى حالة شد عصبى للاعبيه وتجعلهم متأهبين لصدور قرار التأجيل من عدمه ويتشتت تركيزهم بنسبة كبيرة.
7_ عقدة الفانلة الحمراء
يدخل لاعبو الزمالك المباراة مرتجفين من لون الفانلة الحمراء، يشعرون بالهزيمة قبل اطلاق الحكم صافرة البداية، لا يقدموا على الفعل ليواجهه الأهلى برد فعل، ويظل لاعبو الأبيض فى مرحلة "جس النبض" حتى ينتفض المارد الأحمر ويحرز الهدف الأول والذى يتسبب فى زيادة حالة الرهبة والخوف من الخسارة بنتيجة ثقيلة فتستقبل شباكهم الهدف الثانى بكل سهولة، وتزداد حالة العقدة من الفانلة الحمراء.