تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
فى 30 يوليو من عام 1966 وعلى ملعب "ويمبلى" القديم لعب المنتخب الإنجليزى أمام منتخب ألمانيا الغربية فى نهائى كأس العالم، أمام ما يقرب من 97 ألف مشجع، وكان الإنجليز يأملون فى أن تبتسم لهم الأرض وتهديهم أول لقب دولى فى تاريخهم.
المباراة كانت مثيرة للغاية حيث تقدم المنتخب الألمانى سجله هيلموت هالر فى الدقيقة 12، ولكن جيوف هورست تعادل للإنجليزى فى الدقيقة 18، ثم سجل مارتين بيترز الهدف الثانى لأصحاب الأرض فى الدقيقة 78، إلا أن الألمان خطفوا هدف التعادل فى الوقت القاتل، وتحديداً الدقيقة 89، لتنتهى المباراة بتعادل المنتخبين 2 / 2.
كان لا بد من اللجوء لشوطين إضافيين من أجل حسم اللقب، ولكن فى الشوط الأول حدثت واقعة من أشهر الوقائع المثيرة للجدل حتى يومنا هذا فى تاريخ كأس العالم، وهى عندما سجل جيوف هورست هدفه الثانى فى المباراة والثالث لمنتخب إنجلترا فى الدقيقة 101.
هورست سدد كرة قوية ارتطمت بالقائم ونزلت على أرضية الملعب دون أن تتخطى خط المرمى تماماً، ولكن المثير أن الحكم السويسرى جوتفرايد دينست احتسب الهدف صحيحاً بعدما أكد له مساعده الأذربيجانى توفيق باهراموف أن الكرة تجاوزت خط المرمى، وذلك وسط غضب كبير من اللاعبين الألمان.
الشيء الوحيد الذى هدأ من حدة الأمور وقتها هو أو هورست سجل هدفه الثالث والرابع لمنتخب إنجلترا فى اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافى الرابع، ليكون اللاعب الوحيد فى التاريخ الذى يسجل "هاتريك" فى نهائى كأس العالم، ويقود منتخب بلاده باللقب الدولى الوحيد فى تاريخه.
ولكن رغم ذلك لم يمر الهدف الثالث مرور الكرام، وأثار جدلاً كبيراً فى قوانين كرة القدم، إلا أن الإنجليز كانوا يستشهدون دائماً بما قاله روجر هانت لاعب منتخب بلادهم، الذى كان أقرب لاعب للكرة لحظة مرورها من على خط المرمى، حيث ادعى هانت أن الكرة كانت هدفاً صحيحاً وأن هذا ما دفعه للاحتفال بالهدف، بدلاً من محاولة متابعة الكرة وتسديدها مرة أخرى فى الشباك، رغم أنها كانت أمامه.
الدراسات الحديثة بالكمبيوتر أثبتت أن الهدف لم يكن صحيحاً على الإطلاق وأن الكرة لم تتعد حدود خط المرمى بالفعل، واشترط قانون كرة القدم بعد ذلك فى هذه الجزئية ضرورة أن تعبر الكرة خط المرمى بكامل محيطها لكى يتم احتسابها هدفاً.
واتهم بعض الألمان الحكم المساعد توفيق باهراموف بأنه أراد احتساب الكرة هدفاً، نظراً لأن منتخب ألمانيا كان قد أطاح بالاتحاد السوفييتى من نصف النهائى، إذ أن أذربيجان كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتى وقتها، ولكن باهراموف قال فى مذكراته لاحقاً أنه اعتقد أن الكرة ارتدت من الشباك وليس من العارضة وأنه لم يكن قادراً على مراقبة بقية المشهد.
المثير أن المشهد تكرر بعد 44 عاماً، وتذوق المنتخب الإنجليزى من نفس الكأس أمام ألمانيا، فى دور الـ 16 لمونديال 2010، حيث سدد فرانك لامبارد كرة صاروخية، ولكنها ارتطمت بالقائم ثم تعدت خط المرمى، ولكن الحكم لم يحتسبها، وفاز المنتخب الألمانى بعد ذلك 4 / 1، مما دفع الجماهير الألمانية للقول بأن ماحدث ثأر لهم من واقعة نهائى مونديال 66، وكان هذا الهدف فى تفعيل تقنية "عين الصقر" فى ملاعب كرة القدم عام 2012، للحد من هذه الأهداف المثيرة للجدل.