تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
شهدت بطولة كأس العالم على مدار تاريخها الكثير من المباريات المثيرة والقوية فى نفس الوقت، ولكن لم يكن هناك أقوى وأشرس من تلك المباراة التى جمعت بين منتخبى البرتغال وهولندا فى دور الـ 16 لمونديال 2006 بألمانيا.
المنتخبين اصطدما وجهاً لوجه فى الدور الثانى من المونديال، ولكن المباراة شهدت صراعاً كبيراً للغاية، ووصفها الجميع بـ"معركة نورمبيرج" وهو الملعب الذى أقيمت عليه، نظراً لأنها شهدت إشهار 16 بطاقة صفراء و4 بطاقات حمراء، من قبل الحكم الروسى فالنتين إيفانوف، فى رقم لم يكن له مثيل من حيث عدد البطاقات المُشهرة فى أى مباراة تحت إدارة الفيفا.
البطاقات الصفراء المُشهرة فى المباراة كانت 9 منها من نصيب لاعبى البرتغال، وهم حارس المرمى ريكاردو، نونو فالنتى، كوستينيا (بطاقتين)، نونو مانيش، لويس فيجو، ديكو (بطاقتين)، وبيتيت، وحصل كوستينيا وديكو لاعبا البرتغال على بطاقتين حمراوين، بعد إنذارهما مرتين.
وفى المقابل حصل لاعبو هولندا على 7 بطاقات صفراء، كانت من نصيب كل من خالد بولحروز (بطاقتين)، جيوفانى برونكهورست (بطاقتين)، مارك فان بوميل، ويسلى شنايدر، رفائيل فان دير فارت، فيما تعرض بولحروز وفان برونكهورست للطرد.
البطاقة الصفراء الأبرز كانت من نصيب خالد بولحروز فى الدقيقة السابعة من عمر المباراة، وذلك بسبب تدخله العنيف على كريستيانو رونالدو نجم البرتغال، والذى لم يستطع استكمال المباراة، وخرج مصاباً فى الدقيقة 37 متأثراً بتدخل بولحروز عليه.
رونالدو خرج باكياً من الملعب، وصرح بعد ذلك قائلاً إن بولحروز كان يقصد إصابته، وأن تدخله عليه كان متعمداً.
الحكم إيفانوف تعرض لانتقادات لاذعة بعد المباراة من الصحف العالمية، والمفارقة أن جوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذاك خرج بتصريح مثير بعد المباراة، حيث أكد أن إيفانوف كان عليه أن يشهر بطاقة صفراء لنفسه، لأنه كان ضعيفاً فى إدارة المباراة، ولكن العجوز السويسرى اعتذر بعد ذلك عن هذا التصريح.
المباراة انتهت ليلتها بفوز المنتخب البرتغالى بهدف وحيد سجله نونو مانيش فى الدقيقة 23، لينال لقب أفضل لاعب فى المباراة.