تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبدًا، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقًا عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
شهدت النسخة السادسة عشر من كأس العالم، والتى أقيمت فى فرنسا عام 1998، مشاركة كرواتيا للمرة الأولى فى تاريخها، بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى المونديال إلى 32 بدلا من 24، للمرة الأولى فى تلك النسخة.
ورغم التوقعات الضعيفة للمنتخب الكرواتى فى تلك النسخة لكونها المشاركة الأولى له فى المونديال إلا أنه فجر مفاجآة غير متوقعة، واستطاع تلقين المنتخب الألمانى، بطل أوروبا حينها وصاحب اللقب ثلاثة مرات، أكبر هزيمة له في النهائيات العالمية منذ 50 سنة ،فى حضور 40 الف متفرج.
وكان المنتخب الألمانى هو المرشح الأول للفوز بلقب مونديال 1998، بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1996، ولكنه لم يتمكن من اللعب بقوته المعهودة منذ انطلاقة البطولة، ولكن الحظ حالف الماكينات فى فوزهم على يوغوسلافيا بهدفين نظيفين في اللقاء الثاني ضمن دور المجموعات، وحتى في مواجهة دور الستة عشر أمام المكسيك حين انتصروا بشق الأنفس بنتيجة 2-1 بفضل هدف أوليفر بيرهوف قبل خمس دقائق من نهاية المباراة.
وعلى الرغم من أن الحظ كان حليفا للمنتخب الألمانى منذ بداية المونديال، إلا أنه لم يكن حليفا له فى مواجهة كرواتيا بالدور ربع النهائى، حين بدأ لاعبى المانشافت المباراة بأداء رائع واستمر أدائهم الشرس حتى الدقيقة 40، وكانو قريبين للغاية من تسجيل هدف التقدم، بعد تقديمهم أفضل أداء فى البطولة خلال تلك المباراة، إلا أن المدافع كريستيان فورنز ارتكب خطا ضد لاعب كرواتيا ليحصل على البطاقة الحمراء ويغادر الملعب.
وتسبب طرد فورنر فى زعزعة صفوف المنتخب الألمانى بشجدة، وهو ما استغله المنتخب الكرواتى، للثأر من الماكينات الألمانية، التى أطاحت به من ربع نهائى يورو 1996 ،
واستغل المنتخب الكرواتى غياب التنظيم في الخط الخلفي للألمان، ليلقنه أكبر هزيمة له في البطولة بثلاثية نظيفة، منذ عام 1958 والتى كانت بنتيجة (6-3 أمام فرنسا).
واحتلت كرواتيا المركز الثالث فى نهاية البطولة، بعد الهزيمة بنتيجة 2-1 من فرنسا فى الدور نصف النهائى، والفوز على هولندا بنتيجة 2-1 فى مباراة تحديد المركز الثالث والرابع.