خلال موسم بيب جوارديولا الأول فى إنجلترا تساءل الكثير من النقاد عما إذا كان بوسع المدرب الإسبانى أن يحول النجاح الذى حققه فى إسبانيا وألمانيا إلى أسلوب قادر على التعامل مع القوة البدنية للدورى الإنجليزى الممتاز لكرة القدم، دون التغيير فى فلسفته الكروية مع مانشستر سيتى.
وأمس الأحد أحرز مانشستر سيتى لقب الدورى الممتاز قبل خمس جولات على النهاية، بعدما بات يتقدم بفارق 16 نقطة على أقرب منافسيه مانشستر يونايتد، وبعدما سجل 93 هدفاً، لكن الأرقام تروى جزءاً فقط من القصة.
وربما يظهر سيتى بشكل مختلف عن برشلونة وبايرن ميونخ تحت قيادة جوارديولا، لكن طريقة الفوز باللقب أثبتت أن بوسع هذا المدرب المتمكن أن ينجح بطريقته الخاصة فى إنجلترا.
Thank you @mancity. Thanks to the fans for their unconditional support. And thanks to the squad and coaching staff, who've made this @premierleague title run a fantastic experience.#mancity #mcfc #wearecity pic.twitter.com/oXRRx6k2Uk
— PepTeam (@PepTeam) April 15, 2018
جوارديولا الأفضل فى الدورى الإنجليزى
انتهى موسم جوارديولا الأول فى سيتى بتأخر فريقه بفارق 15 نقطة عن تشيلسى البطل، وبالكثير من علامات الاستفهام حول الفريق.
لكن نجاحه فى تحويل سيتى ليصبح الأفضل فى البلاد ليس سببه الوحيد نشاطه بقوة فى سوق الانتقالات، إذ واصل جوارديولا الاعتماد على أسلوب لعبه الخاص الذي لا يعتمد فقط على الاستحواذ طويلاً على الكرة، كما احتاج إلى بعض الوقت حتى يستوعب اللاعبون كيفية استغلال المساحات في صفوف المنافس وحسن التوقيت.
وورث برشلونة، بقيادة الراحل يوهان كرويف، طريقة اللعب الشهيرة للكرة الهولندية في سبعينات القرن الماضي، والتي يطلق عليها "الكرة الشاملة"، وانتهج جوارديولا هذا الأسلوب وطوره أيضاً، ولا يحتاج ذلك إلى مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية فقط بل إلى تغيير فى عقلية اللاعبين أيضاً.
يعتقد جوارديولا أن لاعب الكرة المميز يستطيع اللعب فى أى مركز فى الملعب بغض النظر عن مركزه الفعلى، وينتظر من المدافعين اللعب بكل ارتياح وثبات ومن المهاجمين بذل المجهود الكبير، ليكونوا فى المكان المناسب لحسم التحرك السليم فى نهاية الأمر.
وهذا الموسم نجح جوارديولا فى ما هو أكثر من تشجيع المدافعين على تمرير الكرات إلى الزملاء بدلاً من تشتيت الكرات الطويلة، وتعاقد من أجل ذلك مع الحارس إيدرسون لتصبح تشكيلة الفريق تتكون من 11 لاعباً بوسعهم التمرير وبصورة دقيقة فى أى مكان بالملعب.
ومن ضمن صفقات سيتى الصيفية التعاقد مع كايل ووكر، الذى أثبت بالفعل نجاحه فى مركز الظهير-الجناح أثناء لعبه مع توتنهام هوتسبير، لكنه بات الآن يشغل مركزاً دفاعياً أكبر فى تشكيلة جوارديولا، مع رغبة المدرب فى اتجاه الظهير إلى الاضطلاع بدور لاعب الوسط المدافع أثناء الاستحواذ على الكرة.
السهل الممتنع
ويشعر أحد المدربين الذين واجهوا جوارديولا هذا الموسم وهو الألماني ديفيد فاجنر (مدرب هيدرسفيلد تاون) بالإعجاب بطريقة مدرب سيتي فى إقناع لاعبيه بتغيير أسلوبهم.
وقال فاجنر: "بالإضافة إلى اختيار اللاعبين يجب أيضاً أن يشرح المدرب لهم كيفية القيام بذلك، ويجب عليهم الالتزام والتطبيق، الأمر ليس بالسهولة التى يظهر بها.. الأمر لا يتعلق فقط بشراء أفضل اللاعبين ثم القيام بالأمر.. فعل شيئاً استثنائياً.. من وجهة نظري تكون الصعوبة أكبر عند الشرح للمهاجمين كيفية الدفاع وبشكل أكبر من الشرح للمدافعين كيفية الهجوم".
ورغم أنه لم يشكك أحد تقريباً فى قدرة جوارديولا على مواصلة صحوته فى سيتى، فإن السؤال يتعلق بمدى قدرة أسلوبه على ترك بصمة أكبر على الأساليب الخططية للمدربين فى الدورى الممتاز.
وربما يكون جوارديولا وضع معياراً جديداً، لكن ليفربول أظهر بانتصاراته الثلاثة على سيتى هذا الموسم أن هناك أيضاً أساليب أخرى بوسعها تحقيق النجاح، ما قد يعنى أن طريقة بيب ربما تناسب صاحبها فقط.