فى سهرة رمضانية كروية مثيرة جدا لم يتوقعها أشد المتفائلين أو المتشائمين على حد السواء، وتحديدا شهد يوم 8 يوليو عام 2014 الموافق العاشر من رمضان، دربى جديد من دربيات الساحرة المستديرة انقلب فيه السحر على السحرة البرازيليين الذين تلقوا أكبر هزيمة فى سجلهم الكروى بسباعبة أمام الماكينات الألمانية فى إطار الدور قبل النهائى من بطولة كأس العالم، والتى أقيمت بالبرازيل 2014.
المنتخب الألمانى ألحق الذل والعار والمهانة للبرازيل بخسارة تاريخية فى عقر داره عندما سحقه بنتيجة 7/1 على ملعب "مينيراو" فى مدينة بيلو هوريزونتى فى الدور نصف النهائى للنسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم فى البرازيل.
أهداف المباراة بدأها للماكينات الألمانية توماس مولر مبكرا فى الدقيقة 11، ثم أحرز الهدف الثانى ميروسلاف كروزه فى الدقيقة 23، ثم الثالث والرابع على التوالى للمتألق تونى كروس فى الدقيقتين 24 و26، فيما سجل سامى خضيرة الهدف الخامس فى الدقيقة 29، وقضى اندرى شورلى على آمال البرازيلين بالهدفين السادس والسابع فى الدقيقيتن 69 و79، فيما سجل أوسكار هدف البرازيل الوحيد فى الدقيقة 90.
ألمانيا حققت أكبر انتصار فى تاريخها وفى تاريخ المونديال وبالطبع هى الهزيمة الأكبر للسامبا فى التاريخ كانت بمثابة الصاعقة التى نزلت من المساء على رؤوس محبى سحرة السلساو فى أمريكا الجنوبية والعالم كله، وتعتبر أقسى خسارة للبرازيل منذ سقوطها أمام أوروجواى بسداسية نظيفة فى عام 1920 فى كوبا أمريكا، والأولى لها منذ سقوطها أمام الأرجنتين وديا بنتيجة 6/1 فى عام 1940، كما أنها الخسارة الاولى للبرازيل على أرضها فى المسابقات الرسمية منذ 39 عاما.
وتعتبر هذه هى المرة الثامنة التى تبلغ فيها ألمانيا نهائى المونديال بعد أعوام 1954 و1974 و1990، و1966 و1982 و1986 و2002، وتوجت ألمانيا بهذه البطولة بعد تغليها على الأرجنتين فى النهائى بهدف قاتل لنجم بايرن ميونيخ ماريو جوتزه.
البرازيل كانت تمنى النفس دائما باستغلال عاملى الأرض والجمهور إلا أن السحر انقلب على الساحر وسطرت فضيحة كروية جديدة على أرضها للمرة الثانية فى تاريخها الكروى لتمحو الكارثة الوطنية لعام 1950 عندما أهدرت فرصة إحراز اللقب على أرضها وملعبها الشهير ماراكانا حيث خسرت أمام الأوروجواى، بعدما كانت متقدمة 1-صفر، وكان يكفيها التعادل فقط للظفر باللقب إلا أنها خسرت بهدفين لهدف، غير أن ألمانيا حرمتها من ذلك كله وألحقت بها فضيحة كروية فى مأساة وطنية جديدة ستبقى خالدة فى الأذهان مدى التاريخ باسم "كارثة بيلوهوريزونتى: بحجم قسوة السقوط والذى لم تتعود عليه البرازيل حاملة الرقم القياسى لبطولات المونديال.