عندما كشف الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، النقاب عن الخطط المفصلة لدورى الأمم قبل أكثر من 4 سنوات، ساد التشاؤم بين كثيرين بشأن ما إذا كانت البطولة الجديدة ستكون أكثر من سلسلة مباريات ودية مهمة.
وحتى داخل مقر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم في نيون بسويسرا، تساءل البعض سرًا عما إذا كانت البطولة ستجتذب اهتمام مجتمع اللعبة، لكن اليوم الأحد، ستختتم النسخة الأولى من البطولة بمباراة نهائية شبه مثالية لما كان الاتحاد الأوروبى لكرة القدم يتخيله.
وهناك أيضًا المواجهة الفردية بين كريستيانو رونالدو، وهو واحد من أفضل المهاجمين في اللعبة، وفيرجيل فان ديك، المدافع الأعظم فى كرة القدم الحديثة، وانتهى الحال بالاتحاد الأوروبى لكرة القدم بمباراة نهائية تفي بكل الوعود.
وبالطبع يعد دورى الأمم بطولة ثانوية ولا يحظى بمكانة بطولة أوروبا التى تقام كل 4 سنوات، لكن نظام البطولة يضمن أن الفرق يجب أن تحقق نتائج لافتة من أجل الوصول للنهائى.
وكان استخدام نظام التصنيف فى تكوين المجموعات معناه عدم وجود طريق سهل إلى النهائى بالنسبة لأى فريق.
وتخطى المنتخب الهولندى مجموعة ضمت ألمانيا وفرنسا قبل أن يهزم إنجلترا فى الدور قبل النهائى فى جيمارايش يوم الخميس.
ولم يكن مشوار البرتغال بالصعوبة نفسها لكنها لم تخسر فى مجموعة ضمت إيطاليا وبولندا ثم فازت على سويسرا فى بورتو يوم الأربعاء.
وكانت مباراتا الدور قبل النهائى مليئتين بالأحداث، إذ سجل رونالدو ثلاثية ضد المنتخب السويسرى الصلب بقيادة المتألق شيردان شاكيرى، بينما تألق واحد من أبرز المواهب الواعدة في القارة، وهو لاعب الوسط الهولندي فرينكي دي يونج، في فوز بلاده على إنجلترا بعد وقت إضافى.
وسيستمر الجدل حول نظام حكم الفيديو المساعد لكنه بالتأكيد يصنع الكثير من الإثارة.
وتعافى المنتخب البرتغالي بفضل قدرة رونالدو الهائلة على إنهاء الهجمات لكن إنجلترا لم تستطع تجاوز إلغاء هدفها الرائع الذي سجله جيسي لينجارد في الدقيقة 83 والذي كان من الممكن أن يمنح الفوز 2-1 لفريق المدرب جاريث ساوثجيت.
والتركيز الآن على المواجهة بين رونالدو وفان ديك غدا الأحد، والإحصائية اللافتة التي تظهر أن أحدا لم يستطع مراوغة المدافع الهولندي هذا الموسم.
وربما لم يعد رونالدو (34 عاما) يمتلك السرعة الفائقة التي اشتهر بها يوما لكنه سيستمع بالتأكيد بمحاولة أن يكون اللاعب الذي يتفوق على مدافع ليفربول هذا الموسم.
ويعتقد زميله جوزيه فونتي، الذي لعب بجوار فان ديك في ساوثهامبتون، أن مهاجم يوفنتوس يستطيع الارتقاء لمستوى التحدي.
وقال "ليس من السهل تجاوز فان ديك لكن لا يوجد أحد لا يقهر. إنها إحصائية مذهلة، أليس كذلك؟ إذا كان هناك من يستطيع التفوق عليه، فبالتأكيد كريستيانو من ضمنهم".
وحتى إذا لم تنجح مهاراته الفردية في منحه التفوق على فان ديك، فإن رونالدو سينظر بالتأكيد إلى التسجيل أمام دفاع يقوده لاعب رشحه البعض لجائزة أفضل لاعب في العالم بمثابة تحد فردي.
وقال رونالدو الأسبوع الماضي "لا زلت في حالة جيدة رغم أن عمري 34 عاما.. أهم شيء هو عقلك، وأن تشعر بالحافز وتكون سعيدا.. أعتقد أنني ما زلت أمتلك الكثير لأعطيه".
وعلى نحو غير مفاجئ، حرص فان ديك على التقليل من أهمية الحديث عن المواجهة ضد رونالدو أفضل لاعب في العالم خمس مرات.
وقال قائد هولندا "نحن نواجه البرتغال وليس كريستيانو رونالدو. لديهم فريق جيد جدا وستكون مباراة صعبة للغاية، لذلك سنستعد جيدا ونرى".