ينشر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"حالة كبيرة من الذعر والخوف بين جميع الناس فى مختلف دول العالم، حيث اضطر ملايين الناس للبقاء فى المنزل تجنبًا للإصابة بعدوى الفيروس القاتل، وذلك اتباعًا لنصائح منظمة الصحة العالمية، ووزارات الصحة فى كل البلدان، التى تحذر جميعها من التواجد فى أماكن التجمعات وضرورة البقاء فى المنزل للحد من انتشار الإصابة.
وفى الوقت الذى قلب فيه فيروس كورونا المستجد حياة البشر رأسًا على عقب وحاصر كثيرًا منهم داخل بيوتهم، شاركت لاعبة التنس الأمريكية المخضرمة سيرينا وليامز، التى حصدت 23 لقبًا فى البطولات الأربع الكبرى، متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعى، بمشاعرها فى تلك المحنة، وكتبت "كل شىء بسيط يصيبنى حقًا بالجنون".
ومع توقف الرياضة العالمية فعليًا نتيجة الجمود الذى أحدثه تفشى السلالة الجديدة من الفيروس التاجى (كوفيد-19)، والذى حصد أرواح ما يزيد على 10 آلاف إنسان على مستوى العالم، يشعر كثير من الرياضيين المحترفين بالقلق وهم يكابدون للتكيف مع حالة عدم اليقين الناجمة عن هذا التفشى.
ونشرت سيرينا وليامز صورتها فى المنزل، عبر حسابها على إنستجرام، وكتبت فى تعليقها عليها: "لقد بقيت فى المنزل ومارست التباعد الاجتماعى.. أريد أن أتأكد من أننى أقوم بدورى خلال هذه الأوقات غير المستقرة.. أفعالك مهمة والبقاء فى المنزل هو شىء واحد يمكننا القيام به لتسوية المنحنى.. شكرًا لكِ مجلة فوج.. وآنا.. لرفع مستوى الوعى للتأكد من أننا نعتنى ببعضنا البعض، حتى لو كان من الأريكة.. وشكرًا لجميع الذين هم هناك يرعوننا خارج منازلهم".
كما قالت سيرينا وليامز، فى سلسلة من مقاطع الفيديو على منصة "تيك توك" تحدثت فيها عن تجربتها مع نظام التباعد الاجتماعى لمدة أسبوعين منذ أن تم إلغاء بطولة إنديان ويلز للتنس، "بدأ الأمر بشعورى بأن هذا الأمر لا يُمكن أن يؤثر على حقا"، وأضافت "هذا الإلغاء أدى إلى إلغاء آخر ثم آخر وقادنى إلى هذا القلق الذى ينتابني. أشعر بقلق شديد كلما عطس أو كح أحد حولى"، وذلك وفقًا لما نقلته "الحرة".
ومع شعور مليارات الأشخاص فى أنحاء العالم بنفس المخاوف التى تشعر بها وليامز جراء الانتشار السريع للفيروس، فقد أثار الوضع كذلك قلق من يأملون فى خوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية فى طوكيو هذا العام.
وقد وجد آلاف من الذين يأملون فى التنافس فى دورة الألعاب الأولمبية أنفسهم يواجهون حالة عدم اليقين هذه مع تأجيل أو إلغاء العديد من الفعاليات المؤهلة حول العالم، وقالت سارة هيرشلاند الرئيسة التنفيذية للجنة الأولمبية الأمريكية، للصحفيين، يوم الجمعة، إن المنظمة "ضاعفت مواردنا للصحة العقلية" للرياضيين مع توقع انطلاق الدورة الأولمبية كما هو مقرر لها فى الفترة من 24 يوليو إلى 9 أغسطس.
وقالت هيرشلاند "لقد وسعنا إمكانية توفير هذه الموارد لمجموعة أوسع من الرياضيين ونعمل على التواصل معهم لضمان إزالة أى وصمة تتعلق بالمخاوف التى قد تنتابهم بخصوص التواصل لطلب الدعم لصحتهم العقلية".
ويمنع الوباء العديد من الرياضيين من مواصلة نظامهم التدريبى المعتاد حيث تنصح العديد من الدول شعوبها بممارسة نظام التباعد الاجتماعى فى محاولة لمنع انتشار الفيروس، وقد تمكنت بطلة رفع الأثقال الأمريكية كاثرين ناى، بالفعل من التأهل إلى طوكيو رغم اختصار فترة تصفيات لعبتها شهرا، وقالت لـ"رويترز"، إنها تواصل التدريب فى مرأبها.
وأضافت "كان يتعين على بعض الأشخاص التنافس مرة أخرى للتأهل وقد فاتتهم هذه الفرصة كلية"، وتابعت "ينتابنى بالتأكيد كثير من القلق بسبب الوباء شأنى فى ذلك شأن كثير من الناس فى أنحاء العالم.. ليس سهلا أن تتجاهل كل هذه الأشياء الفظيعة التى تحدث".
فيما واجه المنظمون للألعاب الأولمبية ضغوطا متزايدة لتأجيل الدورة يوم الجمعة، بعد أن طالب الاتحاد الأمريكى للسباحة بتأجيل الأولمبياد، مشيرا إلى مخاوف الرياضيين وهو شعور أعرب عنه كثيرون، وتساءلت جيس جود وهى عداءة مسافات متوسطة بريطانية فى تغريدة على تويتر "كيف لنا أن نستمر فى الاستعداد (للدورة) على النحو الأمثل".