ابن الجزائر رياض محرز هو أحد الأسباب الرئيسية فى تتويج ليستر سيتى بالدوري الإنجليزي للمرة الأولى فى تاريخه، وإذا صدق عمدة المدينة فى تنفيذ وعده بإطلاق أسماء لاعبيه على الشوارع هناك، فسيكون للنجم الجزائرى واحدًا من أهم مناطق ليستر نظرًا لما قدمه هذا الموسم.
بداية فقيرة
رزق أحمد محرز برياض فى 21 فبراير 1991، وعاش أوقاتًا صعبة فى مسقط رأسه بضاحية سارسيل الفقيرة فى العاصمة باريس وتوفى والده وهو فى الخامسة عشرة من عمره، لكنه لم يتأثر بتلك الظروف وتخطاها بنفس الاتقان الذى يمر به من منافسيه فى البريميرليج هذا الموسم.
رونالدو سارسيل
بعد أقل من 25 عامًا من ولادته، تحول الفتى النحيف إلى مصدر إلهام لكل الأطفال فى ضاحية سارسيل، هكذا تحدث الجزائرى "نسيم" مصفف شعر محرز فى بلدته لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، والذى يقول أن كل المراهقين والصغار فى الضاحية يحاولون تقليد قصة شعره وكأنه كريستيانو رونالدو، ويقول نسيم: "يقشعر بدني حين يحرز رياض هدفا. أشعر بحاجة للبكاء عندما أراه يلعب".
الكرة ملتصقة فى قدميه
كرة القدم كانت شغف محرز منذ نعومة أظافره، والتحق بفريق الضاحية إي إي إس سارسيل فى 2004، وعمره 13 عامًا، ومنذ ذلك الحين لم تبتعد الكرة عن قدميه، هكذا يقول مبيبما زميله السابق فى الفريق مؤكدًا أن محرز كان ينتهى من التدريبات ينتقل بعدها إلى صالة الألعاب الرياضية، ثم يعود للملعب مرة أخرى بمفرده أو مع مجموعة من اللاعبين للممارسة الكرة، وكان يقضى يومه بالكامل محاطًا بتلك الأجواء، للابتعاد عن الشارع وكل ما فيه.
محرز يبكى من الغربة
أول عقد احتراف حصل عليه محرز جاء من فريق كيمبيه الذى يبعد عن مسقط رأسه بحوالى 500 كم، وبعد توقيعه على العقد اتصل بوالدته يبكى لابتعاده عنها، ولم يكن أحد يعلم وقتها أنها سيستمر فى الابتعاد عنها وقد يصل إلى مدريد أو برشلونة.
وصل محرز إلى فريقه الجديد بشنطة تحتوى على فرشاة أسنان ومعجون وأحذية كرة قدم فقط، وفقًا لما أكده مدرب كيمبيه فى ذلك التوقيت.
كوَّن علاقة صداقة مع زميله فى الفريق والسكن ماتياس شقيق بول بوجبا نجم يوفنتوس الإيطالى، الذى ساعده على الانضباط فى المنزل ويقول عن الفترة التى قضاها برفقته: "لم أتوافق معه فى البداية، لم يكن منظمًا كان يترك أطباقه بعد الانتهاء من الطعام، ولا يرتب غرفته، كنت أنصحه يوميًا حتى استجاب فى النهاية بعد شهرين أو ثلاثة."
انتشال الجوهرة من الوحل
لفت محرز أنظار العديد من الأندية وهو شابًا فى كيمبيه، أبرزها باريس سان جيرمان ومارسيليا لكنه فضل الانتقال إلى لوهافر الذى قدم مواهب مميزة أمثال بوجبا وديمترى باييه، لينتشل من وحل دورى الفئة السابعة فى فرنسا.
اكتشاف ليستر سيتى
فريق الجليد بدأ فى انتداب مواهب مميزة للعودة إلى الدوري الإنجليزى خاصة مع وجود دعم مالى من التايلندى فيشاى المالك الجديد للنادى، وكان محرز ضمن مجموعة وقع عليها الاختيار، وانتقل من لوهافر إلى ليستر مقابل 400 ألف جنيه إسترلينى فى يناير 2014، وساهم فى تأهل الثعالب إلى البريميرليج بعد 6 أشهر على انتقاله وبعدها إلى البقاء فى الدورى العام التالى، ثم تحقيق اللقب هذا الموسم، وأصبح بعد قدومه بعامين أحد أهم نجوم الكرة فى أوروبا وقد يتخطى سعره الـ50 مليونًا هذا الصيف.