تقرير .. العنكبوت والنمر.. قصة صداقة بسبب ركلة جزاء

العنكبوت، الفهد الأسود أو أسطورة ركلات الجزاء، جميعها ألقاب تجتمع في أسطورة واحدة فقط من أساطير كرة القدم ، حارس المرمى الوحيد الذي استطاع الفوز بالكرة الذهبية، السوفيتي ليف ياشين لاعب دينامو موسكو، الأيقونة الذي كان يدخن قبل كل مباراة لتهدئة أعصابه ويحتسي الفودكا لضبط وتيرة عضلاته.

ولأن لكل أسطورة نهاية ولأن 150 ضربة جزاء قام بصدها ياشين طوال مسيرته كأكثر حارس مرمى في التاريخ رقم قد يخيف البعض، إلا أنه لم يمنع النمر الأسود البرتغالي أوزيبيو نجم بنفيكا من كسر حاجز الخوف الذي وقف عنده معظم لاعبي تلك الحقبة أثناء تسديدهم لركلات الجزاء امام ياشين.

الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم " كاف" يقدم تفاصيل قصة مثيرة بين الثنائى ياشين وأوزيبيو، بدأت بالصراع وانتهت بالصداقة.. فإلى التفاصيل: فالبرتغالي الآن يقف أمام ياشين مستعداً لتنفيذ ركلة جزاء ستحدد بالتأكيد صاحب المركز الثالث في بطولة كأس العالم 1966، تظهر على أوزيبيو المعاناة الشديدة قبل تنفيذها لمعرفته بما سيواجهه، ورغم أنه أحرز ركلتي جزاء في ربع النهائي أمام كوريا الشمالية، وركلة أخرى في نصف النهائي أمام العظيم جوردون بانكس، إلا أن وجود ياشين أمامه و88 ألف مشجع على ملعب ويمبلي من حوله لا يساعده إطلاقاً على التركيز.

فلنعود للوراء قليلاُ وتحديداً لـ3 سنوات لنعرف سر معاناة أوزيبيو، فعلى نفس الملعب "ويمبلي" وفي عام 1963 تواجه الثنائي في مباراة ودية بين نجوم إنجلترا ونجوم العالم احتفالاً الذكرى المئوية لتأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ولم ينسى أوزيبيو ما حدث وقتها، ففي تصريحات على موقع الفيفا الرمسي قال:" كنا نتمرن قبل المباراة على التسديد وعلى ركلات الجزاء وكان ياشين يصد كل شيء، كان أعظم حارس مرمى في التاريخ، وكان دون منافسة الأفضل في صد ركلات الجزاء". عودة للمواجهة بين الأسطورتين، قرر أوزيبيو تنفيذ الركلة، يتلاعب بالكرة كعادته في طريقه لوضعها على نقطة الجزاء،يتراجع إلى الخلف لتسديد الكرة، رأسه منحنيه بطريقة غريبة تدفع زميله في المنتخب البرتغالي جوزيه أوجوستو إلى تشجيعه بعدما شعر بحدة توتره، ثم يتقدم و يسدد أوزيبيو في لحظة توقف عندها الزمن، وعن استمراره وجدت الجماهير الكرة داخل الشباك، ياشين لا يصدق نفسه لكنه كعادته يقوم و يحتضن أوزيبيو، فبالنسبة لياشين عندما تسجل ركلة جزاء أمامه تستحق وقتها التحية و العناق.

وتكون تلك اللحظة هي بداية الصداقة القوية التي جمعت اثنين من أكثر أساطير كرة القدم تأثيراً على مر التاريخ، ورغم أن البرتغال أنهت المباراة فائزة بنتيجة 2-1 إلا أن ياشين توجه بعد النهاية و عانق أوزيبيو مرة أخرى، ولم تكن تلك المباراة هي الأخيرة التي يلتقي فيها اللاعبين، فقد شارك أوزيبيو إلى جانب فرانز بيكنباور و بيليه في مباراة اعتزال ياشين بموسكو.

ورغم أنهم لم يكونوا يلتقون كثيراً إلا أن قوة العلاقة بينهم عكستها الحادثة التي حدثت في مارس 1990، فقبل مباراة دينييرو و بنفيكا في الدوري البرتغالي أعلن المذيع الداخلي للملعب وفاة أسطورة كرة القدم السوفيتية ليف ياشين، على الفور انتقلت كاميرات الملعب إلى أوزيبيو، انهمرت الدموع على وجه أسطورة بنفيكا، لكنه عرف وقتها أنه فقد صديقاً لكن ذكرياته معه لن تمحى من ذاكرته للأبد، إحدى تلك الذكريات هي ركلة الجزاء على ملعب ويمبلي.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;