على عكس التوقعات نجح الريالفى تحقيق فوز سهل على نسخة باهتة للغاية من الإنتر ليرفع رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثاني من المجموعة ويقضي علي آمال النيراتزوري تماماً في التأهل مؤكداً علي فشل كونتي الاوروبي وهو ما قد يثير التساؤلات حول أحقيته بمنصبه فى الأيام المقبلة.
ربما يمتلك الإنتر العديد من اللاعبين الأقوياء في الضغط والالتحامات ومعدلات الركض .. وربما يكون الريال أحد أضعف الفرق الكبرى فى التعامل مع هذه الظروف .. لكن بالرغم من ذلك فإن لم تمتلك منظومة ضغط متكامله ومتمرِّسه وتعتمد علي المجموعه وليس الافراد فليس من الحكمه ابداً تطبيق ضغط متقدم على ريال مدريد .. مجموعة لاعبي ريال زيدان من الافضل في العالم في مسألة التحكم بنسق اللعب والتمرير والتحرك بشكل سليم من أجل كسر الضغط ..
احتاج كونتي لنصف الشوط الاول والتأخر بهدف مع ضياع هدفين آخرين من أجل إدراك ذلك.
- كلمة السر في هذا التفوق المدريدي كان الثلاثي الجديد في التشكيله المدريديه .. اوديجارد وهازارد وماريانو .. اوديجارد لاعب ذكي للغايه .. يُقدم شئ مختلف
.. يُعطي لزملائه خيارات التمرير ويتحرك في اماكن لا يتحرك فيها مودريتش وكروس .. وقادر علي التمرير بشكل يتمتع بالمزيد من المغامره عن باقي لاعبي
وسط الريال .. بوجود لاعب مثل اوديجارد لعب كصانع العاب صريح سمح لتحوُّل التشكيل الي 4-2-3-1 وبالتالي قلل المساحات المطلوب من مودريتش وكروس تغطيتها وأعطى المزيد من التنوع في الادوار فشاهدنا وسط الريال اكثر تماسكاً والاهم اكثر ابداعاً.
- اما ماريانو فيجيد التمركز ويتواجد دائماً في اماكن الخطوره .. حتي عندما يخرج من منطقة الجزاء فما هي الا محاوله لخلخلة دفاعات الانتر يتبعها فوراً
عودته إلى التمركز الطبيعي كمهاجم بعيداً عن الادوار الواهية غير المفهومة لبنزيما .. ومع وجود مهاجم متمركز قادر علي شغل دفاعات الخصم ووجود صانع
لاعب قدير ووجود ظهير ايسر دائم المسانده الهجوميه فلابد ان يلعب هازارد مرتاحاً كما شاهدناه.
- كونتي مدرب معروف دائماً بالجُبن والميل للعب الدفاعي حتي في احلك الظروف .. ربما تغييرات كونتي بين الشوطين ساهمت في تحسُّن امور الانتر وساعد
في ذلك تراخي لاعبي الريال ولكن جاء كونتي وكعادته متأخراً للغايه بعدما احكم الريال قبضته علي المباراه .. ليبقي السؤال اين هو كونتي حقاً علي مدار ثلاث
اشواط امام الريال ليظهر في الرابع معتقداً ان ذلك سيكون كافياً.
- بالحديث عن المدربين الاوفياء لعاداتهم .. ربما اصابتك الدهشه عزيزي القارئ عندما شاهدت استعداد رودريجو وكاسيميرو للتغيير في الدقيقه ٥٨ .. ولكن
سرعان ما زالت الدهشه عندما شاهدنا من خرج .. للمباراه الثانيه علي التوالي يقوم زيدان باستبدال ماريانو مع العلم انه المهاجم الوحيد في القائمه بدلاً من ان
يعطيه المزيد من الدقائق رأي زيدان ان ٦٠ دقيقه كانت كافيه للغايه .. نفس الامر ينطبق علي احد افضل لاعبي المباراه وهو اوديجارد الذي يتفنن زيدان في
مسألة تغييره في كل مباراه .. اوديجارد لم يكمل ٧٠ دقيقه في الملعب منذ عودته من الاعاره وهو ما يجعلنا نتسائل ان كان زيدان يُتابع اوديجارد في ريال
سوسيداد الذي كان يلعب كل الدقائق بلا اي مشاكل .. زيدان بهذين التغييرين يذكرنا بالعديد من المباريات التي انقلبت رأساً علي عقب وخسرها الريال او تعادل
نتيجة تغييراته الغريبه .. ولكن اليوم خدمه الحظ في تسجيل الهدف الثاني بعد ٣٠ ثانيه فقط وهو ما قتل المباراه تماماً.