أبرز الاتحاد الدولي لكرة القدم الكواليس الكاملة لبطولة كأس العالم للاندية التي استضافتها قطر خلال الفترة من 4 حتى 11 فبراير الجاري، والتي توج بلقبها بايرن ميونخ الألماني عبر الموقع الرسمي للفيفا في المسابقة التي نال خلالها لمارد الأحمر المركز الثالث للبطولة.
وأسدل الستار عن أول بطولة نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد وباء COVID-19، حيث رفع الجميع التحدي لتنظيم بطولة في ظروف صحية استثنائية، وكانت من أجمل البطولات مع حضور عدد محدد من الجماهير، وانتهت بتتويج أوروبي جديد، تمكن من خلاله بايرن ميونيخ من تحقيق السداسية التاريخية والثانية بعد سداسية برشلونة في موسم 2008-2009، فضلاً عن اللقب الثاني في كأس العالم للأندية بعد لقبه الأول في 2013.
أبان بايرن ميونيخ عن علو كعبه في المباراة الأولى أمام الأهلي وفاز بثنائية روبيرت ليفاندوفسكي، الفائز بجائزة "ذا بيست" لأفضل لاعب، حيث لعب بطل أوروبا بنسق كبير وأبان عن قوة بدنية أمام بطل أفريقيا الذي رغم تقديمه مباراة جيدة خاصة في الشوط الثاني، أن أنه كان الضحية السادسة للفريق الألماني هذا العام، قبل أن ينقض على تيجريس الذي لعب الند للند أمام بايرن في النهائي لكن النتيجة واحدة، وهو فوز الفريق البافاري بكل الألقاب مهما اختلف المنافسين ومستواهم.
وجاء تسلسل فوز بايرن ميونيخ بالسداسية بطريقة رائعة، حيث فاز بالدوري الألماني في 16 يونيو بهدف يتيم أمام فيردر بريمن قبل 4 جولات من النهاية، ليحصد اللقب الـ30 في تاريخه، ثم فاز بكأس المانيا في 4 يوليو أمام باير ليفركوزن، وهو اللقب الـ20 في تاريخه، ليضرب موعداً مع باريس سان جيرمان في 23 أغسطس ليتوج بدوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، وواصل البافاري تألقه وتوج بالسوبر الأوروبي على حساب إشبيلية يوم 24 سبتمبر، ثم بالسوبر الألماني أمام بوريسيا دورتموند يوم 30 سبتمبر، وكان يوم 11 فبراير2021 شاهداً على تتويجه بكأس العالم للأندية .
أما نادي تيجريس الذي فاز لأول مرة بدوري أبطال كونكاكاف، وشارك لأول مرة في كأس العالم للأندية، حقق إنجازاً كبيراً كأول فريق مكسيكي ومن منطقة كونكاكاف يصل إلى المباراة النهائية، وحقق فوزين رائعين أمام أولسان هيونداي بطل آسيا، وبالميراس بطل أمريكا الجنوبية.
وعرفت البطولة تألقاً لافتاً لصاحب الـ35 عاماً أندريه-بيار جينياك، الذي قيل أنه انتهى في الدوري الفرنسي، ليقرر خوض تجربة في المكسيك جعلته ملكاً على منطقة كونكاكاف، وتألق بشكل كبير وفاز بلقب هداف كأس العالم للأندية بثلاثة أهداف.
أهداف محققة وخيبة أمل
عرفت البطولة تألق ممثل أفريقيا الأهلي، الذي تجاوز نادي الدحيل القطري في المباراة الأولى، وضرب موعداً أمام العملاق البافاري في نصف النهائي، حيث خسر بهدفين لصفر، ولعب المباراة الترتيبية أمام أحد الأندية القوية والتي كانت مرشحة لنيل اللقب وهو بالميراس البرازيلي، حيث أبان زملاء محمد الشناوي قوة كبير وفازوا بركلات الترجيح بعد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي، ليعادل الأحمر إنجازه في 2006 عندما حقق المركز الثالث والميدالية البرونزية.
أما نادي بالميراس فلم يكن عند حسن ظن جماهيره في هذه البطولة، حيث خرج من أول مباراة أمام تيجريس وهو الذي كان يعلق عليه الجميع آماله لمواجهة بايرن ميونيخ في النهائي، إلا أنه وقع في الفخ ولم يستطع مجاراة قوة هجوم تيجريس وصلابة دفاعه، وحتى عندما واجه الأهلي لإنقاذ ماء الوجه خسر المواجهة واكتفى بالمركز الرابع.
وقدم نادي الدحيل ما عليه في البطولة، من خلال شوط ثانٍ قوي أمام الأهلي وسوء الحظ الذي حال دون مروره إلى المربع الذهبي، وعرف زملاء مهدي بنعطية كيف يتداركون في اللقاء الثاني أمام أولسان الذي سجلوا فيه ثلاثة أهداف وحققوا المركز الخامس في أول مشاركة لهم في البطولة.
أما أولسان هيونداي فيبدو أنه فقد الكثير من قوته بعد مغادرة المهاجم الفذ نيجراو، الذي ترك الفريق في فترة صعبة ما أثر على هجوم الفريق الكوري الجنوبي. بطل قارة آسيا لم يكن في مستوى تطلعات جماهيره، وهو الذي تعود على ملاعب قطر التي توّج فيها بطلاً للقارة، لكن الخفة التي كان يتمتع بها غابت في كأس العالم للأندية 2020.