تبدأ بطولة كوبا أمريكا أخيرا يوم الأحد المقبل في البرازيل، بعدما رفضت المحكمة العليا في البلاد 3 طعون لمنع إقامة بطولة أمريكا الجنوبية لكرة القدم، بسبب ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) فى البلاد.
وسقطت آخر عقبة قضائية أمام إقامة بالبطولة فى المحكمة العليا، التي صدقت بأغلبية الأصوات على القرار الذي أرسته المحكمة من قبل، وهو أن الكلمة الأخيرة في الفعاليات الرياضية وسط الجائحة تقع على عاتق حكام الولايات الـ 27 في البلاد.
ومن منظور كرة القدم، كان حكم المحكمة متجها نحو "فوز" عريض، حيث رفض أول 6 من أعضاء المحكمة 11 الذين صوتوا، الدعاوى القضائية الثلاث المرفوعة ضد البطولة التي قدمها حزبان سياسيان ونقابة، ما أعطى الحكم صيغة نهائية.
وفي نهاية المطاف، تم رفض الدعوى الرئيسية لمنع إقامة البطولة بالإجماع (11-0)، والثانية الخاصة برفض الإجراءات القانونية المتعلقة بالبطولة بنتيجة (9-2) لصالح كوبا أمريكا، والثالثة المتعلقة بمقاطعة الاستعدادات بنتيجة (8-3) لصالح الفعالية الرياضية.
واستندت هذه الدعاوى القضائية على عدم السيطرة على الأزمة الصحية في بلد شهد بالفعل ما يقرب من 480 ألف حالة وفاة وعلى وشك موجة جائحة جديدة، كذريعة لمنع إقامة البطولة، التي ستجمع 10 منتخبات من أمريكا الجنوبية.
وكان الشرط الوحيد الذي حددته المحكمة لإجراء البطولة هو تقديم بروتوكول أمني، والذي وفقا لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) سيكون مشابها لبروتوكولات البطولات الأخرى التي تقام في البرازيل والمنطقة، والتي تُبقي الوفود في "فقاعات'' وسط إجراءات صارمة وإقامة المباريات بدون جمهور.
من جانبها، قالت قاضية التحقيق في القضية، كارمن لوسيا أنتونيس، إن "الأمر متروك للحكام ورؤساء البلديات لتحديد البروتوكولات وفرضها ومراقبتها حتى لا يكون هناك 'كوبا فيروس'، تكون مصدرا للعدوى ونقل سلالات جديدة".
وأشاد الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، في بثه المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الخميس بقرار المحكمة وأكد حضوره يوم الأحد المقبل للمباراة الافتتاحية في برازيليا بين منتخبي البرازيل وفنزويلا.
يشار إلى أن قطاعات سياسية برازيلية أطلقت العنان لموجة من الانتقادات، انضم إليها خبراء الصحة وحتى العديد من اللاعبين، عندما أعلن كونميبول في 31 مايو الماضي أن البرازيل ستستضيف كوبا أمريكا بموافقة من بولسونارو.
وقال اللاعبون وأعضاء الجهاز الفني لمنتخب الكناري في بيان لهم "نحن ضد تنظيم كوبا أمريكا، لكننا لن نقول لا للمنتخب البرازيلي".
وكان للانتقادات الموجهة للبطولة صدى لدى بعض الشركات التي ترعى كوبا أمريكا، التي كان من المفترض أن تقام في كل من كولومبيا والأرجنتين في 2020 قبل أن يتم تأجيلها لهذا العام، ثم نقلت البطولة للبرازيل بعدما اعتذر كلا البلدين عن استضافتها.
وانضمت شركة دياجيو متعددة الجنسيات المتخصصة في المشروبات الكحولية الخميس إلى قائمة رعاة كوبا أمريكا الذين سيمتنعون عن الترويج لمنتجاتهم خلال نسخة البطولة التي ستنطلق بدءا من الأحد في البرازيل.
وعلى الرغم من أنها لا تزال واحدة من رعاة كوبا أمريكا، فقد اختارت دياجيو (Diageo)، كما أعلنت قبلها كل من ماستركارد وأمبيف (Ambev)، عدم عرض علاماتها التجارية في نسخة هذا العام التي ستقام في البرازيل لتجنب ربط اسمها بالترويج لبطولة تقام في ظل أزمة صحية خطيرة تعصف بالبلد المضيف جراء وباء (كوفيد-19).
وبأكثر من 475 ألف حالة وفاة ، تعد البرازيل هي الدولة الأكثر تضررا من الجائحة في أمريكا اللاتينية، والثانية عالميا بأكبر عدد من الوفيات، والثالثة على مستوى الإصابات خلف الولايات المتحدة والهند، بعدما سجل البلد اللاتيني، 88 ألف و92 حالة إصابة جديدة بالوباء خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما يعني اقترابه من نحو 90 ألف حالة لليوم الثاني تواليا، وفقا لوزارة الصحة، ليتخطى الـ17 مليون إصابة.