صباح يوم 14 نوفمبر 2017.. كان عنوان الصفحة الرئيسية لصحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت".. "لا فين" أي النهاية، تعليقا على فشل منتخب إيطاليا في التأهل إلى كأس العالم 2018 بالتعادل في الليلة السابقة مع السويد ويعلن معها الثلاثي بوفون وأندريا بارزالي ودي روسي، آخر الناجين من المنتخب الإيطالي الفائز بكأس العالم 2006، الذين أعلنوا بالدموع اعتزالهم اللعب الدولي.
أيام كارثية
أبطال العالم 4 مرات في مرحلة صعبة عقب الحرمان من المشاركة في المونديال لأول مرة منذ 60 عامًا، لكن المفاجأة، أن كل من اعتقد أنها نهاية الطليان، كان مخطئًا، بل كانت بداية عصر جديد لم يعتاد عليه أي متابع للكرة على وجه الأرض.. وهو مشاهدة منتخب إيطاليا لا يقدم كرة دفاعية أو الكاتيناتشو الشهيرة، بل يظهر بشكل هجومي وممتع أيضًا!.
طُرح اسم روبرتو مانشيني على الطاولة لخلافة الكارثي فينتورا الذى فشل في قيادة الفريق إلى كأس العالم، وحل بدلا منه المؤقت لويجي دي بياجو، وعلى الرغم من عدم وجود المدرب الأنيق على رأس القيادة الفنية لأي منتخب، لكنه كان مشروعًا مغريًا بناءًا على مقدار الوقت الذي أمضاه في العمل خارج إيطاليا، خاصة في مانشستر سيتي وجلطة سراي التركي وزينيت سانت بطرسبرج الروسي.
الخوف من قيادة إيطاليا كان متبادلا بين مانشيني الذي يسير بشكل جيد مع الأندية ولم يتجه إلى العل مع المنتخبات من قبل، وبين مسئولي الاتحاد أيضًا عقب النتائج الكارثية لفينتورا وخليفته والفشل في التأهل لكأس العالم، لكن تم الاستقرار في النهاية على تعيين المدرب المخضرم والذي كان بحاجة لمنتخب بلاده بقدر ما يحتاجه الأزوري.
وقالت صحيفة "لاجازيتا" عقب تعيين مانسيني أن مهاجم سامبدوريا ولاتسيو السابق حصل على فرصة ثانية لكتابة التاريخ مع منتخب بلاده بعدما فشل في الظهور بشكل جيد مع الأزوري كلاعب واكتفى بتسجيل 4 أهداف في 36 مباراة دولية.
إذا عدت بالزمن إلى كأس العالم 2018 الذى تغيب عنه إيطاليا وسمعت أحدا يقول أن إيطاليا ستلعب كرة هجومية وتكون أحد المرشحين للتتويج بلقب يورو 2020، بالتأكيد سيسخر منك الجميع، وربما يتهموك بالجنون.
مشروع مانشيني بدأ في الظهور سريعًا من خلال المعسكرات التي دخلها مع منتخب إيطاليا منذ مباراته الأولى والتي فاز فيها على السعودية وديا في 28 مايو 2018، ووجه رسائل إلى الجميع بأننا في عصر إيطاليا الجديدة.
ملامح المشروع بدأت عندما تحدث روبرتو مانشيني عن تذكره الدائم حديث لنجم برشلونة وهولندا الراحل يوهان كرويف والذى قال عن منتخب إيطاليا: "إيطاليا فريق لا يقدم كرة من أجل الفوز، لكنه يمكنه التغلب على المنافسين، وهذا ما نريد أن نغيره".
وقال للصحافة الإيطالية: "منذ أول تجمع للمنتخب أخبرت اللاعبين بأن عليهم القيام بشيء مختلف، وإعادة الجماهير للاهتمام مجددا بمتابعة المنتخب".
وأراد مانشيني أيضًا إرسال رسالة إلى المدربين في الدوري الإيطالي مفادها أن الوقت قد حان للإيمان بالشباب البلاد وبالفعل استدعى نيكولو زانيولو قبل أن يلعب لاعب خط وسط روما الديناميكي دقيقة واحدة مع ناديه وحددت هذه الخطوة أسلوب فترته والشيء التالي الذي عرف مانشيني أن زانيولو كان يبدأ في البرنابيو في دوري أبطال أوروبا. إنه لأمر مخز أن اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا قد أصيب بركبتيه ولم يشارك في بطولة اليورو، ومع ذلك لم يتأثر الفريق.
وواصل مانشيني إنعاش إيطاليا ومنح اللاعبين الثقة التي يحتاجونها لتمثيل بلادهم. وظهرت ملامحه بعد عام من تعيينه بالانتصار الأكبر منذ 1948 بعد فوزهم على أرمينيا 9-1.
وطبيعي ألا يكون أداء إيطاليا في يورو 2020 مفاجئا لمتابعى الأزوري في السنوات الأخيرة، لكنه كان صادمًا لكل من فاته مرحلة إعادة البناء تحت قيادة روبرتو مانشيني الذي استعاد جزءًا مهمًا افتقده في مسيرته كلاعب بالحرمان من التألق بألوان الأزوري، وظهرت بوادر هذا المستوى بتأهل إيطاليا لكأس الأمم الأوروبية قبل ثلاث مباريات على نهايتها، فهل يكمل ما بدأه مع الأزوري بإعادته إلى منصات التتويج بعد غياب سنوات طويلة كما سبق وقاد أيضًا فيورنتينا ولاتسيو والإنتر ومانشستر سيتي إلى طريق البطولات بعد سنوات عجاف؟
هل يتوج منتخب إيطاليا بلقب #يورو2020 ؟
— انفراد (@youm7) June 17, 2021