مرت 9 سنوات على آخر لقب كبير توجت به إسبانيا، لكنه ليس بالوقت الكافي للتوقف عن ربط النجاحات بالمنتخب الإسباني، الذي يبدو أن حاضره يقربه من الماضي المؤلم الذي عانى فيه "لاروخا" وواجه انتقادات عديدة بسبب خيارات المدرب.
وتحديدا منذ حقبة خابيير كليمنتي، لم تشهد إسبانيا هذه الانتقادات لقائمة المدرب والتي غاب عنها أكثر من اسم بارز، وذلك بعد مرور جولتين فقط على بطولة يورو 2020.
وكان السبب في هذا بالطبع النتائج غير المرضية لـ"لاروخا" في مستهل مشوارها بالبطولة، حيث تعادلت مرتين في إشبيلية وسط جماهيرها، سلبيا أمام السويد ثم إيجابا بهدف لمثله أمام بولندا.
فهذه النتائج تتسبب في الحنين للماضي، وتذكر نجاحات جيل لن يتكرر في كرة القدم الإسبانية، توج بثلاثة ألقاب كبرى على التوالي (يورو 2008 ثم مونديال 2010 ويورو 2012).
وبينما كان الجيل السابق يعج بالأسماء الكبيرة والبارزة، فالبحث والتأهيل مازالا جاريين لدعم المنتخب بجيل جديد، حيث أن خفض متوسط العمر بالمنتخب إلى 26 عاما يتسبب حتى الآن في عواقب وخيمة.
فبعدما كان المنتخب في السابق يضم أسماء كبرى مثل إيكر كاسياس، كارليس بويول، وسرخيو راموس، وجيرارد بيكيه، وتشابي ألونسو، وتشافي هرنانديز، وأندريس إنييستا، وفرناندو توريس، وديفيد فيا، فإن الحاضر عكس ذلك، حيث تعاني البلاد في هذا الجيل من إيجاد قادة للفريق بعد قرار المدرب الحالي لويس إنريكي بالاستغناء عن سرخيو راموس.
وكان إنريكي يعلن أن قائمته ستثير الجدل لغياب لاعبين ثقال وكثرة اللاعبين الشباب في بطولة كبرى كهذه، حيث أقر "ليست هذه هي القائمة التي كنت أريدها لأن هناك لاعبين لن يشاركوا بسبب الإصابة، هناك العديد من الغيابات الهامة".
وكان إنريكي يراهن عن منتخب مبتكر، ويرغب في الاستغناء عن عامل الخبرة ليس فقط متمثلا في راموس، الذي عانى من أكثر من إصابة في 2021 ، ولكن أيضا عن خيسوس نافاس، وسرخيو كاناليس، وداني باريخو، وإياجو أسباس وهي الأسماء التي تتكرر في كل محادثة كروية في شوارع إشبيلية وفي جميع أنحاء البلاد.
سيطر اليأس على الجماهير التي حضرت إلى ملعب لا كارتوخا في إشبيلية، فالمشجع لا يفكر في عملية التطوير التي يمر بها لاعب كرة القدم في هذه البطولات للتمكن من العودة للألقاب على المدى القصير.
ويرى الجمهور منتخبات أخرى تعاني لكنها مرشحة للقب، كما كانت إسبانيا، وهذا ما أقره إنريكي "نحن ضمن المنتخبات السبعة المرشحة للقب" لكن التوقعات بعد الفشل في الفوز على السويد وبولندا سلبية.
ورغم كل هذا، إلا أن إسبانيا لا تزال لديها الفرصة للتأهل لدور الستة عشر، بل وكمتصدرة للمجموعة حال فازت على سلوفاكيا.
فمن بين اللاعبين الـ15 الذين شاركوا أمام بولندا، هناك 3 لاعبين فقط (جوردي ألبا وكوكي ريسوركسيون وموراتا) خاضوا أكثر من 25 مباراة دولية.
فالمباريات الكبرى تتطلب القيادة لأن الخبرة لديها عاملا إضافيا في الملعب، وقد تمنح عودة سرجيو بوسكيتس إسبانيا هذا الأمر المفقود حال مشاركته في المباراة الأخيرة بدور المجموعات.
فالانتصار في هذه المباراة مطلوب لعدة عوامل أهمها التحرر من الضغط واستعادة الثقة والتوازن المفقودين والمساعدة في العودة لتقديم كرة قدم تثير الشغف كما كانت إسبانيا تلعب من قبل.
وتتصدر السويد المجموعة الخامسة بأربع نقاط، ثم سلوفاكيا بثلاث نقاط وإسبانيا بنقطتين، وتحل بولندا رابعة بنقطة.
وفي حالة فوز إسبانيا على سلوفاكيا في المباراة الثالثة والختامية بالمجموعة، مع فوز السويد، سيتأهل الإسبان للدور الثاني من مركز الوصافة.
أما في حالة الفوز مع تعادل أو خسارة السويد، ستكون الصدارة من نصيب كتيبة لويس إنريكي، فيما سيكون السيناريو الأسوأ والذي لا يتمناه الإسبان وهو الخسارة أمام سلوفاكيا، سيودع "الماتادور" البطولة.
الحالة الوحيدة التي سيكون فيها تأهل إسبانيا مرهونا بنتائج الآخرين، هي التعادل أمام سلوفاكيا، حيث ستنتظر حينها نتائج المنتخبات الأخرى في المجموعات الباقية، لتحديد إذا ما كانت ستتأهل للدور التالي ضمن الأربعة أصحاب أفضل مركز ثالث.