لم يشكل ليونيل ميسي أو لاوتارو مارتينيز عامل الحسم فى نهائي كوبا أمريكا أمام البرازيل، ولكن هدف المباراة الوحيد جاء عن طريق "نجم الظل" أنخل دى ماريا، جناح باريس سان جيرمان، ليهدي الأرجنتين لقبا طال انتظاره لأكثر من 28 عاما، ويحقق انتصارا مستحقا على ملعب ماراكانا التاريخي.
لم يكن لدي ماريا دور البطولة منذ بداية كوبا أمريكا، ولكنه كان ضمن نجوم الأرجنتين الأفضل في النهائي، الذي غاب عنه الإمتاع في معظم فتراته، بعدما سيطرت عليه مشاهد التدخلات العنيفة للغاية وتوقف المباراة في أكثر من مناسبة بسبب إصابة أكثر من لاعب، إلا أن هدف نجم باريس سان جيرمان الرائع، كان الذكرى الأفضل له ولفريقه، واللمسة الأهم له مع المنتخب على مدار سنوات دفاعه عن ألوان قميص "راقصي التانجو".
وأنهى هدف دي ماريا "جفاف البطولات" الذي ضرب الأرجنتين لما يقرب من 3 عقود، بعد أن فاز الفريق بآخر لقب لبطولة كبرى في عام 1993، ليتحول الأمر إلى عقده عانى منها النجم الأول للفريق، ليونيل ميسي، وكل لاعبي جيله، بالرغم من كثرة المحاولات والوصول لنهائي أكثر من بطولة كبرى في رحلة تحقيق الحلم الذى طال انتظاره.
اعتبر الكثيرون دفع المدير الفني، ليونيل سكالوني، بدي ماريا في التشكيلة الأساسية على حساب نيكولاس جونزاليس مفاجئا، خاصة أنه لم يشارك سوى في لقاء واحد كأساسي قبل النهائي، وكان ضد باراجواي، وانتهى بفوز الأرجنتين بهدف نظيف، ليشارك في باقى المباريات بديلا لعدة دقائق فى الشوط الثاني.
إلا أن تألق اللاعب في نصف النهائي أمام كولومبيا بعد نزوله كبديل، دفع المدرب للاعتماد عليه في النهائي، وكان رهانه ناجحا، بعدما قدم اللاعب مباراة مميزة على الصعيد الهجومي، وسبب الكثير من المتاعب للظهير الأيسر رينان لودي، ليكون اللاعب الأبرز في الخطوط الأمامية خلال اللقاء، متفوقا على ميسي ولاوتارو.
أحرز دي ماريا أحد أفضل أهداف البطولة، ليضيف الهدف رقم 21 له في 111 مباراة خاضها بقميص "الألبيسيليستي"، ولا يتفوق عليه في عدد المباريات سوى الرباعي، ليونيل ميسي وخافيير ماسكيرانو وخافيير زانيتي وربرتو أيالا.
أظهر جناح سان جيرمان هدوء وثبات في لحظة إسكان الكرة شباك إيدرسون، ولم يظهر عليه التوتر بالرغم من خوض مباراة نهاية وعلى ملعب الخصم، إلا أن مهاراته وثقته في قدراته وشخصيته فتحت له ولمنتخب بلاده طريق المجد، ليقدم شوط أول مبهر، قبل أن يعود "راقصو التانجو" بكل صفوفهم للدفاع والحفاظ على هدف التقدم حتى نهاية المباراة.
خرج النجم الأرجنتيني في الدقيقة 79 ليحل إيزيكيل بالاسيوس بدلا منه، ليبقى أثره في الملعب، بعدما أنهى الهدف الذي أحرزه العقدة، وأعاد الأرجنتين لمكانها الطبيعي، ويهدي لميسي اللقب الذي لا طالما بحث عنه على مدار السنوات الماضية، ليؤكد على أن "الذهب لا يصدأ".