بمشاعر من الألم والرغبة فى الانتقام، ستكون مواجهة المنتخب الفرنسى أمام منتخب جمهورية أيرلندا فى دور الـ 16 لبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016" المقامة حالياً بفرنسا حافلة بالكثير من الإثارة، نظراً لأنها المواجهة الأولى بينهما منذ مباراتهما الشهيرة فى تصفيات مونديال 2010، والتى اسفرت عن تأهل الديوك للمونديال بطريقة غير مشروعة.
المنتخب الفرنسى تأهل لدور الـ 16 بوصفه بطلاً للمجموعة الأولى، وكان ينتظر مواجهة أحد المنتخبات من أصحاب أفضل مركز ثالث، من المجموعات الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، ليجد نفسه وجهاً لوجه أمام المنتخب الأيرلندى، وذلك يوم الأحد المقبل 26 يونيو.
وكانت أزمة كبيرة وقعت بين المنتخبين، ووصلت إلى حد الاتهامات بـ"الخيانة" للجانب الفرنسى، بعد مباراتهما فى إياب الملحق الفاصل المؤهل لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، بعدما أحرزت فرنسا هدف التأهل بطريقة غير مشروعة، بعد لمسة يد واضحة من تييرى هنرى، الذى استغل يده لعدم خروج الكرة من الملعب، قبل أن يمررها لويليام جالاس الذى سجل الهدف برأسه.
المنتخب الفرنسى فاز وقتها فى مباراة الذهاب خارج ملعبه بهدف نظيف، سجله نيكولاس أنيلكا، ولكنه خسر بنفس النتيجة على ملعبه، بهدف سجله روبى كين لأيرلندا، ليتم اللجوء لشوطين إضافيين، ويأتى الهدف المثير للجدل بتوقيع جالاس، وتتأهل فرنسا للمونديال، رغم احتجاجات أيرلندا.
ورغم اعتراف تييرى هنرى وقتها بأنه لمس الكرة بيده، وتقدمه باعتذار لشعب أيرلندا، ورغم تقدم أيرلندا بشكوى رسمية للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، إلا أن الأخير أكد استحالة إعادة المباراة، ولكن المثير أن جون ديلانى رئيس الاتحاد الأيرلندى فجر مفاجأة فى العام الماضى، عندما أكد أنه تلقى مبلغ 5 مليون دولار من الفيفا نظير السكوت عن الأمر، وعدم القيام بأى إجراء قانونى، لتظل ذكرى المباراة، واحدة من أسوأ لحظات كرة القدم.
بالطبع سيحاول المنتخب الأيرلندى أن ينتقم من الديوك الفرنسية، وأن يفوز عليهم من أجل التأهل لربع نهائى البطولة، ولكن الفرنسيون يمتلكون عاملى الأرض والجمهور، وهم ما سيساعدهم على الفوز، وعدم منح الفرصة لضيوفهم من أجل الانتقام.