صدفة غريبة تربط بين اليوم الذي يصوت فيه البريطانيون على البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتخطيط انجلترا وويلز وايرلندا الشمالية للحفاظ على الروابط الوثيقة مع القارة عقب صعود المنتخبات الثلاثة وعلى نحو غير متوقع لمراحل خروج المهزوم في بطولة أوروبا لكرة القدم 2016.
ويمثل هذا انجازا لا ينسى كما انه يعني لويلز وايرلندا الشمالية - اللتين لم يسبق لهما المشاركة في نهائيات بطولة أوروبا - ضمان الاستمرار في البطولة لأسبوع آخر حيث سيتواجهان في دور الستة عشر.
ويتوقع ان تحلق بهما انجلترا في دور الثمانية بعد تغلبها على أيسلندا، كما ضمنت الجارة جمهورية ايرلندا - والتي لا تعد جزءا من الدول التي تشكل بريطانيا - ولكنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع الكرة البريطانية - بلوغ مرحلة خروج المهزوم لأول مرة على الإطلاق بعد هدف روبي برادي قبل النهاية والذي منحها الفوز على ايطاليا.
إلا انه يبدو لزاما على ايرلندا ان تتوصل لصيغة استثنائية لتجاوز البلد المضيف فرنسا المرشحة لنيل اللقب.
وكانت اخر مرة تلعب فيها ثلاث من الدول التي تشكل بريطانيا في بطولة واحدة في عام 1986 عندما تأهلت انجلترا وايرلندا الشمالية واسكتلندا لكأس العالم بالمكسيك وهو نفس الأمر الذي تكرر قبلها بأربع سنوات أيضا.
وبلغت انجلترا فقط الدور الثاني لكأس العالم 1986 بينما انضمت ايرلندا الشمالية لها في نسخة عام 1982 عقب فوزها الشهير على اسبانيا المستضيفة.
وشاركت انجلترا واسكتلندا في نهائيات كأس العالم 1990 وانضمت إليهما ايرلندا لكن تبقى المرة الوحيدة التي تأهلت فيها الدول الأربع التي تشكل بريطانيا لبطولة واحدة كانت في كأس العالم 1958.
وفي تلك المرة أتت المفاجأة من ويلز وايرلندا الشمالية بعد ان بلغا دور الثمانية للبطولة التي كانت تضم 16 فريقا فقط.
ورغم ان فرنسا حققت فوزا مستحقا على ايرلندا الشمالية فان ويلز بدت غير محظوظة نوعا ما بسبب خسارتها 1-صفر أمام البرازيل التي نالت اللقب في النهاية ولم يكن ليجول بخاطر الكثيرين أي اعتقاد بان ويلز ستنتظر 58 عاما قبل ان تعود لخوض البطولات.
وبعد ان عادت هذه المرة ظهرت ويلز متألقة وتصدرت مجموعتها متفوقة على انجلترا وباتت تحمل وعلى نحو غير متوقع آمالا لم تكن متخيلة من قبل بالمضي قدما حتى بلوغ المباراة النهائية.
في المقابل ستدخل ايرلندا الشمالية - التي أظهرت روحا قتالية عالية - المباراة دون خوف على الرغم من ان ويلز هي المرشحة للفوز بها لسبب أساسي هو وجود جاريث بيل ضمن صفوفها.
وقال كريس كولمان مدرب ويلز في إشارة إلى مباراة دور المجموعات التي فازت بها انجلترا 2-1 بهدف دانييل ستوريدج في اللحظات الأخيرة "يمكننا التعلم من مباراتنا أمام انجلترا والتي كانت قمة بريطانية."
وأضاف "ستكون مباراة عظيمة (أمام ايرلندا الشمالية) بين فريقين جيدين قدما كل ما لديهما. من الرائع ان تصل الأمور إلى أبعد مدى..."
وتقع بريطانيا في جانب القرعة الذي يضم ايطاليا واسبانيا وألمانيا إضافة لايرلندا.