حقق المنتخب الأيسلندى معجزة كروية جديدة، بعدما نجح فى إقصاء المنتخب الإنجليزى من دور الـ16 من بطولة أمم أوروبا "يورو 2016"، فى المباراة التى انتهت بفوزه بنتيجة 2-1 فى المشاركة الأولى لأيسلندا فى بطولة اليورو.
وبجانب تلك المعجزة الكروية، يمتلك منتخب أيسلندا شيئاً متفرداً فى عالم الساحرة المستديرة، ألا وهو مديرين فنيين بدلاً من مدير فنى واحد، وهما السويدى المخضرم لارس لاجرباك صاحب الـ67 عاماً والأيسلندى الصغير نسبياً هيمير هالجرمسون صاحب الـ49 عاماً، لكن ما السر وراء الاستعانة بالثنائى؟؟.
الإجابة قد لا تكون معلومة، إلا أن البداية جاءت فى 2011 عندما تعاقد الاتحاد الأيسلندى مع لاجيرباك الذى قاد منتخب السويد الأول فى الفترة بين عامى 2000 و2009، لتحقيق إنجازات غير مسبوقة بالنسبة للسويد أهمها التأهل للأدوار الإقصائية فى كأس العالم 2002 بعد وقوعه فى مجموعة الموت التى ضمت الأرجنتين، إنجلترا ونيجيريا، لكنه خرج سريعاً أمام السنغال، الغريب أن لاجرباك خاض تجربة التدريب المزدوج مع منتخب السويد أيضاً فى الفترة من 2000 حتى 2004 بجانب تومى سودربيرج.
وبعد إنجازه مع السويد وفترة تدريب قصيرة مع نيجيريا، كان لاجرباك على رأس الترشيحات لتدريب منتخب أيسلندا، لكنهم قرروا الاستعانة بمدرب مغمور نسبياً ليكون بجانب لاجرباك، وكان هذا المدرب هو هيمير هالجرمسون، الذى كان مديراً فنياً لنادى فيستماناييار الذى يلعب فى الدرجة الأولى فى الدورى الأيسلندى، ويعمل كطبيب أسنان غير متفرغ، لكنهم لم يستعينوا به كمدرب مساعد لكن كمدير فنى آخر، وهو أمر غريب نظراً لقدرة لاجرباك على القيام بمهامه بشكل مثالى ولا يحتاج إلى من يشاركه المهمة.
بالرغم من ذلك وضع الاتحاد الأيسلندى كلا المدربين فى منصب متكافئ وقرر تجديد تعاقدهما معاً بنفس الوضع، حتى بعد فشل أيسلندا فى التأهل لكأس العالم 2014 بعدما خسرت أمام كرواتيا، ويبدو أن الثنائى قررا مكافئة المسئولين على الكرة فى أيسلندا بالأداء المتميز الذى يقدمه المنتخب فى يورو2016، التى تعد نوع من أنواع نقل الخبرات بين الثنائى، حيث قرر المخضرم لارس لاجيرباك اعتزال التدريب بعد اليورو ليترك مهمة الإدارة الفنية لهالجرمسون وحيدا، وربما كان هذا هو السبب الرئيسى فى تعيينه منذ البداية، حتى يستفيد من خبرة لاجرباك ويقود منتخب أيسلندا نحو المجد المنتظر.