يخوض المنتخب البرتغالى نهائى بطولة أوروبا بعد أداء آخر اتسم بالانضباط الخططى، ليثبت مجددا بفوزه (2-صفر) على ويلز فى قبل النهائى أنه يعتمد على العمل الجماعى وليس على لاعب واحد.
ولعب المدرب فرناندو سانتوس البالغ عمره 61 عامًا، دورًا كبيرًا فى هذا التحول بعدما تولى المسؤولية فى سبتمبر أيلول 2014، وتعهد بأن يضع "الجانب الخططى فى المقام الأول والمهارات الفنية ثانيًا".
وقلل سانتوس من اعتماد فريقه على المهاجم المبهر كريستيانو رونالدو، ولاعب الوسط الموهوب جواو موتينيو.
وكان التأثير مبهرًا منذ أن تولى سانتوس المسؤولية، حيث لم تخسر البرتغال أى مباراة فى بطولة أوروبا المقامة فى فرنسا ولم تعرف طعم الهزيمة فى 13 مباراة رسمية.
وتخوض البرتغال يوم الأحد المقبل نهائى بطولة كبرى للمرة الثانية بعد خسارة نهائى بطولة أوروبا 2004 التى أقيمت على أرضها أمام اليونان.
ولم يعتذر سانتوس - المدرب السابق لليونان - عن الأداء الباهت لمنتخب البرتغال، وقال فى وقت سابق أنه سعيد بوصف فريقه "بالبطة القبيحة" فى البطولة.
ويدين المنتخب البرتغالى - الذى عادة ما يستحوذ على الكرة ونادرا ما يتخلى عن الحذر الدفاعى - بالفضل فى التأهل للنهائى لرونالدو فى الهجوم وبنفس القدر لخط الوسط الذى تتميز عناصره بالسرعة والشباب فى مباراة لم يحظ فيها المنتخب الويلزى بمساحات كبيرة.
واتسم أداء دانيلو - الذى لعب بديلا لوليام كارفاليو الموقوف - بالقوة والفعالية فى دور لاعب الوسط المدافع ومنعت البرتغال وصول الكرة للويلزى جاريث بيل بدرجة كبيرة.
وكان أداء أدريان سيلفا وجواو ماريو قويا فى قطع الكرات ونقلها بسرعة بينما شكل ريناتو سانشيز البالغ عمره 18 عاما تهديدا مستمرا على الجانب الأيمن.
وتعيين على رونالدو مهاجم ريال مدريد - الذى كان ينال الإشادة فى السابق باعتباره نجم الفريق الأوحد - القيام بدوره فى الدفاع خلال البطولة.
ودائما ما أغدق سانتوس بالمديح على رونالدو بفضل قدراته القيادية، وكان رونالدو يراقب مدافعى الفريق المنافس ويقاتل على الكرة كغيره من اللاعبين ولكنه - فى المقابل - سدد كل الركلات الحرة من المواقع القريبة من مرمى المنافس.
وتقدم المهاجم ليسجل أول أهداف البرتغال ببراعة، ولكن المثير أن مدرب ويلز كريس كولمان بادر بالثناء على طريقة لعب المنتخب البرتغالى بعد المباراة.
وقال: "تعرضت البرتغال للانتقاد بسبب الطريقة التى لعبوا بها.. ولكن إذا وصلت قبل النهائى فهذا ليس من قبيل المصادفة".
وأضاف: "الأمر لا يتعلق فقط بكريستيانو رونالدو.. هناك روح جماعية.. لديهم خطة يلتزمون بها".
وتابع: "ليس فقط الموهبة التى تمنح الفوز بالمباريات يجب أن تلعب كفريق ورأيت روح الفريق الليلة تسود منتخب البرتغال". وكغيره من المدربين توصل سانتوس إلى تشكيلته المثالية خلال مشواره البطولة.
وأثبت جوزيه فونتى أنه خيار أكثر كفاءة من ريكاردو كارفاليو فى قلب الدفاع ولعب سيدريك بديلا لفيرينيا كظهير أيمن.
ولعب سانشيز أساسيا فى مباراة دولية للمرة الأولى فى دور الثمانية أمام بولندا وقدم أداء كان كفيلا باختياره أفضل لاعب فى المباراة. وفى النهائى سيشكل المنتخب البرتغالى على الأرجح تحديا خططيا أكبر لمنافسه.