خاض ليستر سيتى بطل الدورى الإنجليزى الممتاز فى الموسم الماضى ثلاث مباريات فى بطولة الأبطال الودية، فاز فى الأولى على سيلتك بطل الدورى الاسكتلندى بركلات الترجيح، ثم خسر أمام باريس سان جيرمان بأربعة أهداف نظيفة وبرشلونة بنتيجة 4-2، وهو الأمر الذى دعا بعض جماهير الفريق وكرة القدم عامة إلى الاعتقاد أن لسيتر سيسقط فى الموسم المقبل وأن فوزه بالبريميرليج جاء بالصدفة.
وحسب تقرير أعدته شبكة "ESPN"فإن المحافظة على لقب مثل البريميرليج أصعب بكثير من الفوز به فى أول مرة، وهو ما أكده السير أليكس فيرجسون فى أكثر من مناسبة، لكن هل الزعم بأن ليستر سيتى فى طريقه إلى الانهيار سيكون منصفًا أم أنه من المبكر الحكم على أداء الثعالب.
ليستر سيتى حافظ على معظم نجومه
بالرغم من أن تلك الادعاءات فالواقع يقول إنه لا يوجد سبب واحد يدعم تلك النظريات التى تقول إنها نهاية ليستر سيتى، فرحيل نجوم الفريق الذين ساعدوه فى الموسم الماضى لم يحدث بعد، فرياض محرز ما زال باقيًا مع الفريق كذلك جيمى فاردى هداف الفريق فى الموسم الماضى، بالإضافة إلى كاسبر شمايكل الذى شارف على تجديد تعاقده مع الفريق.
الخسارة الوحيدة للفريق كانت بعد رحيل نيجولو كانتى الذى تألق فى وسط ملعب ليستر سيتى الموسم الماضى والذى انتقل إلى تشيلسى الانجليزى، إلا أن الثعالب قاموا بتعويضه بسهولة بالتعاقد مع الفرنسى ناملبليس ماندى الذى يمتلك نفس الشكل الجسمانى والسن مثل كانتى، وظهر ماندى بشكل طيب لكنه يفتقد إلى الثقة التى كان يعتمد عليها كانتى.
الفوز بالبريميرليج لم يكن صدفة
الأمر الآخر الذى قد ينفى زعم البعض سقوط ليستر هو الأداء الذى حققوه فى الموسم الماضى، فرغم أن هناك تاريخا طويلا من الفرق الصغيرة التى تألقت فى أحد المواسم ثم اختفت بعدها، إلا أن تألق ليستر سيتى وفى الموسم الماضى ليس صدفة، فلا يوجد فريق يستطيع الفوز بدورى قوى وتنافسى مثل البريميرليج وبفارق 10 نقاط كاملة عن أقرب منافسيه ونعتبرها مجرد صدفة، يمكننا القول أن ليستر فاز بالدورى لأنه استحق الفوز بالدورى.
العين الخبيرة فى ليستر تساعد النادى
لاشك أن نادى ليستر سيتى لديه أعين خبيرة تستطيع اقتناص المواهب، فمن قدم جيمى فاردى ورياض محرز ونيجولو كانتى الموسم الموسم الماضى يستطيع تقديم مثلهم، والدليل على ذلك هو الوافد الجديد النيجرى أحمد موسى الذى لفت النظر بشدة فى مباراة برشلونة وأحرز هدفين فى مرمى البارسا وتلاعب بدفاعهم فى الهدف الأول بطريقة مهينة، مما جعل الجماهير تتوسم فيه الخير ليتألق فى الموسم المقبل.
والمثير أيضًا فى المهاجم صاحب الـ23 عامًا يستطيع أداء عدة أدوار فى الشق الهجومى سواء لتعويض غياب جيمى فاردى فى الهجوم، أو تعويض أحد لاعبى الأجنحة وتوفير البديل اللازم لأى مركز هجومى، وسيكون موسى هو الخيار الأمثل من اجل المدير الفنى كلاوديو رانييرى الذى عانى فى الموسم الماضى من غياب البديل حيث كان يعتمد على ليوناردو أولوا وشينجة أوكازاكى اللذين لن يكونا على قدر المسئولية.
خفض سقف التوقعات
الأمر الآخر الذى قد يساعد ليستر سيتى على معاودة التألق فى الموسم المقبل، أن الجميع فى النادى اتفق على خفض سقف التوقعات والتعامل بتواضع وكفريق متوسط وليس كبطل للدورى الإنجليزى، فالمدير الفنى كلاوديو رانيير أكد فى أكثر من مناسبة أن هدفه الموسم الماضى هو الباقاء فى الدورى وتحقيق 40 نقطة فقط وليس المنافسة على اللقب، كما أكد الظهير الأيسر كريستيان فوتشس أن فريقه لن يسعى للمنافسة بل سيستمتع باللعب مثلما فعلوا فى الموسم الماضى، حيث قال: "سنحصل على موسم جيد مرة أخرى، سنحاول أن نحظى ببعض المرح مرة أخرى، لن نضع ضغطًا على أنفسنا، نحن سنلعب فى دورى أبطال أوروبا وهو أمر رائع ولن نفرط فيه".
لكن الأمر الوحيد الذى قد يؤثر على ليستر سيتى فى الموسم القادم هو الصراع على المستوى المحلى والأوروبى، فالفريق ليس معتادًا على المنافسة فى أكثر من بطولة، لذلك سيكون هذا هو التحدى الأكبر أمام الفريق.