منع ضباط وجنود إسرائيليين مجموعة من الأطفال الفلسطينيين كانوا يريدون أن يتوجهوا لمستوطنة "معاليه أدوميم" بالضفة الغربية المحتلة، لخوض مباراة فى كرة القدم، حيث وقف الضباط أمامهم.
ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" تجمع عشرات الأطفال مرتدين قمصاناً عليها العالم الفلسطينى، حاملين فى أيديهم عدداً من الكرات، ويتقدمهم منظم المسيرة الذى يدعى فادى قرآن، وكانوا يريدون التوجه نحو المستوطنة التى يقطنها 40 ألف إسرائيلياً من أجل خوض المباراة على الملعب المحلى، الذى يتخذه فريق معاليه أدوميم معقلاً له، ويخوض عليه مبارياته فى دورى الدرجة الثانية.
الأطفال فى مسيرتهم لخوض المباراة
وأفادت الإذاعة البريطانية أن الضابط تحدث لقرآن قائلاً له: "أنت تعلم لماذا لا يمكنكم العبور"، فرد عليه قرآن قائلاً: "هل لأنهم أطفال فلسطينيين؟"، ليتحجج الضابط المحتل قائلاً له: "لا.. ولكن لأنكم ليس لديكم تصريح لذلك"، بينما كان الأطفال يرددون هتافات: "إنفانتينو.. دعنا نلعب كرة القدم".
فادى قرآن منظم المسيرة يتحدث للضابط الإسرائيلى
يأتى ذلك فى الوقت الذى يناقش فيه الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" مسألة منع أندية المستوطنات الإسرائيلية من الانضمام للاتحاد الإسرائيلى للعبة، وهو ما أكد جيانى إنفانتينو الرئيس الجديد للفيفا، أن ذلك الأمر سيكون من ضمن "الأولويات" لحل هذا النزاع المرير على حد تعبيره.
ويتمسك الفلسطينيون بحقهم فى منع أندية المستوطنات من ممارسة كرة القدم بشكل عادى، حيث يستندون إلى أن هذه الأندية تخرق قواعد الفيفا، التى تنص على أنه لا يجوز لأندية من أى دولة أن تخوض مبارياتها على أراضى دولة أخرى دون إذنها.
ويستند الفلسطينيون فى ذلك إلى قرار التحاد الأوروبى "يويفا" فى 2014، بمنع ندية القرم من اللعب فى الدورى الروسى، بعجما سيطرت الدولة الروسية على شبه جزيرة القرم، ولم تمنح الإذن لأنديتها باللعب فى دوريها.
ويرد على ذلك أفرايم باراك المستشار القانونى لاتحاد كرة القدم الإسرائيلى قائلاً: "ما نفعله لصالح كرة القدم.. القضايا السياسية ليست جزءاً من حياتنا فى الملعب"، وتابع: "كرة القدم وسيلة لتعزيز السلام وعلاقات حسن الجوار بين الشعوب والدول وهذا ما تريده الفيفا وتروج له".
واقترحت مجموعة من منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان أن تتم إقامة مباريات الجانب الإسرائيلى داخل الحدود المعترف بها دولياً لإسرائيل فقط، حيث قال سارى باتشى المدير الإقليمى للمنظمة فى فلسطين وإسرائيل: "عقد مباريات كرة القدم على أراضٍ مسروقة معناه أن الفيفا تشوه لعبة كرة القدم الجميلة".
وبينت المستوطنات اليهودية على الأراضى الفلسطينية التى تم احتلالها فى عام 1967، ورغم أن معاهدة السلام "كامب ديفيد" أقرت بعدم أحقية إسرائيل فى الصفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن دولة الاحتلال تمارس حقاً غير شرعى فى هذه الأراضى، وتمنح الحق لبعض الأندية بممارسة كرة القدم عليها، دون وجه حق.