فى كتابه الجديد "Approaching Ali: A Reclamation in Three Acts" أو "محمد على عن قرب"، يتناول الكاتب الأمريكى دافيس ميلر الجانب الأكثر حميمية للملاكم الأسطورى الذى فاز ببطولة العالم ثلاث مرات محمد على كلاى.
وكشف المؤلف بمناسبة طرح الكتاب باللغة الإسبانية، عن الصداقة الطويلة التى جمعت بينه وبطل الملاكمة منذ عام 1988 وحتى آخر أيامه قبل رحيله فى الثالث من يونيو الماضى عن عمر 74 عاما.
ويضم الكتاب الذى يجمع بين الأسلوب الأدبى والصحفى، حكايات عن محمد على كلاى بجانب مجموعة من أفضل المقالات الرياضية التى كتبت فى الولايات المتحدة فى القرن العشرين.
وأبرز ميلر الذى بدأ مشروعا لتحويل الكتاب إلى فيلم سينمائى، أن هذا العمل هو بورتريه حميمى للشخصية "الأشهر فى العالم"، حيث يظهر من خلاله محمد على الصديق والزوج والابن والأب والأخ.
وبعيدا عن عالم الرياضة، يسلط المؤلف الضوء على محمد على الإنسان عقب اعتزاله، كمصدر إلهام لملايين الأشخاص وأيقونة للكفاح من أجل الحقوق المدنية والسلام.
وقال ميلر الذى أصبح واحدا من أهم نقاد الصحافة الرياضية بفضل كتاباته عن الملاكم الراحل والمقابلات التى أجراها معه، "كان من الممكن أن أصبح بائع أحذية أو سيارات، لكن بفضله اكشتفت شغفى نحو الكتابة".
ويروى الكتاب مجموعة من الأحداث العادية فى حياة شخص غير عادى، حيث يتحدث المؤلف عن الإنسان الكائن خلف الأسطورة، عن الشخص الذى يعيش للآخرين ومن أجلهم، ويوزع ثروته على عشاقه ويهديهم الألقاب التى فاز بها.
وكذلك عن محمد على الذى لم يكترث للمال واهتم أكثر بالكتابة والقراءة والصلاة، حتى تمكن من إذابة غروره فى روحانية عميقة دفعته للدفاع عن "الحب" كدين لسائر الكون.
كما تحدث عن هذا الشخص المحبب إلى القلب الذى يقف خلف الملاكم الأسطورى، والذى لا يكل مطلقا من تسلية الأطفال بخدع سحرية ظريفة، أو من التواصل مع الناس سواء بمقهى فى بلدته أو أثناء تجوله حول العالم، بينما يواجه مرض باركنسون بشجاعة بدعم من زوجته لونى وأسرته.
وأشار ميلر إلى أن محمد على بطريقته المميزة فى الملاكمة "كان يطير مثل الفراشة ويلدغ مثل النحلة" كما كان يقول الأسطورة عن نفسه، و"أظهر أن جميع خصومه قابلين للهزيمة" بضربة قاضية.
وأضاف أن بطل الملاكمة "كان طفلا عظيما"، وعلى الرغم من عجرفته وشخصيته الثرثارة والساخرة، "كان هناك موسيقى وحكمة فى كلماته".
وأبرز مؤلف الكتاب ثبات محمد على طوال حياته وإصراره على "القيام بما هو صحيح" دون أن يخضع لأى شىء "لا خصومه ولا السلطات الأمريكية ولا مرض باركنسون"، الذى جعله "أكثر إنسانية".
وتوفى البطل الأسطورى الذى اعتزل مزاولة الملاكمة عام 1981 ودخل فى صراع مع مرض باركنسون لسنوات طويلة، فى يونيو الماضى بسبب مشكلات فى التنفس وأقيمت له جنازة مهيبة بمسقط رأسه فى مدينة لويفيل بولاية كنتاكى الأمريكية، بحضور عدد كبير من الشخصيات الرياضية والفنية والسياسية.