أتت الاختبارات المستمرة لجيامبيرو فينتورا، مدرب منتخب إيطاليا لكرة القدم، بالاعتماد على اللاعبين الشباب، بثمارها خلال تعادل المنتخب الأزرق بدون أهداف مع ضيفه منتخب ألمانيا، الذى دفع مدربه يواخيم لوف بعدد من اللاعبين الصاعدين أيضا خلال مواجهتهما الودية بملعب جيوزيبى مياتزا أمس الثلاثاء.
وقال المدرب المخضرم قبل المباراة إنه كان يفضل مواجهة منافس أقل قوة من أبطال العالم، ولكنه بدا مسرورا خلال اللقاء من أداء لاعبيه، الذى اتسم بالسرعة والنشاط خاصة فى الشوط الثانى، الذى كاد أن يخطف الفريق خلاله فوزا متأخرا.
وصرح فينتورا "68 عاما" عقب المباراة: "ألمانيا ما زالت بطلة العالم، ورغم ذلك لم تنجح فى تهديد مرمانا فى أغلب الأوقات". وأوضح فينتورا: "كان هناك تصد فى الشوط الأول من جيانلويجى بوفون (حارس مرمى إيطاليا)، لكن الشوط الثانى لم يشهد أى تهديد تجاهنا".
وتابع: "فى الوقت نفسه، كانت هناك تسديدة ارتدت من القائم (عن طريق أندريا بيلوتى فى الدقيقة 83). وكان لدينا أيضا أربع أو خمس حالات فى المباراة تفوقنا خلالها عدديا وكان ينبغى علينا التعامل معها على نحو أفضل". وأضاف مدرب المنتخب الإيطالى: "ربما كنا نستحق الفوز بالمباراة، ولكن يتعين علينا تقبل النتيجة".
وسجل كل من بيلوتى 22 عاما، لاعب تورينو، وتشيرو إيموبيلى 26 عاما لاعب لاتسيو، ثلاثة أهداف خلال آخر مباراتين لمنتخب إيطاليا خارج ملعبه فى التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم بروسيا عام 2018، ليصبحا أبرز عناصر الفريق الهجومية حاليا بالنسبة لفينتورا، الذى سبق له تدريب تورينو الموسم الماضى.
وبدا المهاجم الإيطالى إيدير البرازيلى الأصل أقل إقناعا لدى فينتورا الذى دفع بمهاجمين صريحين بالإضافة لاعتماده على أنتونيو كاندريفا وجياكومو بونافنتورا كجناحين هجوميين خلال فوز الفريق 3 / 1 على إسرائيل فى سبتمبر الماضى و4 / صفر على ليشتنشتاين يوم السبت الماضى بتصفيات المونديال.
وكان منتخب إيطاليا قد تعادل 1 / 1 مع ضيفه منتخب إسبانيا فى أكتوبر الماضى، قبل أن يفوز 3 / 2 على مضيفه منتخب مقدونيا فى نفس الشهر، ليحتل المركز الثانى فى ترتيب المجموعة السابعة، بفارق الأهداف خلف المنتخب الإسبانى (المتصدر)، قبل ست جولات على انتهاء التصفيات.
وتتأهل المنتخبات الحاصلة على المراكز الأولى فى المجموعات التسع بالتصفيات الأوروبية مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، فى حين تنتظر أفضل ثمانية منتخبات حاصلة على المركز الثانى خوض الملحق الأوروبى المؤهل للمونديال.
ونال أداء المنتخب الإيطالي خلال المباراة إشادة جميع المحللين، الذين منحوا دانييلى دى روسى 33 عاما درجات عالية عقب تألقه اللافت فى مركز صانع الألعاب.
وقال دى روسى، الذى توج مع منتخب إيطاليا بكأس العالم عام 2006 برفقة بوفون: "لقد كانت نوعًا مختلفا من المباريات (عن لقاء الفريق أمام ليشتنشتاين بتصفيات المونديال)، ولكن كان من المهم بالنسبة لنا أن نجد التوازن الصحيح عقب بعض العروض المتواضعة". وكشف دى روسى: "كنا على قدم المساواة أمام فريق قوى. اتسم أداؤهم بالشراسة ولكننا لم نسمح لهم بتهديدنا، ظهرنا بشكل جيد وإيجابى للغاية".
ودفع فينتورا بالحارس المحنك جيانلويجى بوفون 38 عاما فى القائمة الأساسية للفريق خلال اللقاء، ليعادل الرقم القياسى كأكثر لاعبى القارة العجوز خوضا للمباريات الدولية، الذى يحمله نظيره الأسباني إيكر كاسياس، برصيد 167 لقاء دوليا.
وبدا فينتورا حريصا أيضا على الاعتماد على اللاعبين الشباب من خلال الدفع بدانييلى روجاني 22 عاما واليسيو رومانيولى 21 عاما ودافيدى زاباكوستا 24 عاما فى خط الدفاع، بالإضافة إلى فيديريكو بيرنارديسكى 22 عاما فى الهجوم.
ورغم ذلك فإنه من المرجح أن يعود فينتورا للاعتماد مجددا على نجوم الفريق المخضرمين مثل أندريا بارزالى وجيورجيو كيليني، اللذين يعانيان من الإصابة حاليا، وذلك عندما تستأنف التصفيات فعالياتها فى مارس القادم، دون الإخلال بمخططه لتجديد الفريق.
ومن المقرر أن يقيم فينتورا معسكرا يومى الثلاثاء والأربعاء القادمين للاعبين الصاعدين المرشحين للانضمام للمنتخب الإيطالي مستقبلا، على أن يجرى معسكرا مماثلا مطلع فبراير المقبل.
ودعا فينتورا لانطلاق الموسم الجديد من الدوري الإيطالي فى وقت مبكر عن موعده المعتاد فى أواخر شهر أغسطس، من أجل الاستعداد جيدا للمواجهة المرتقبة مع منتخب أسبانيا مطلع شهر سبتمبر المقبل.