على مدار تاريخ كرة القدم شهدت اللعبة الكثير من التطورات والتعديلات فى قوانينها، حيث أنها لم تكن كما هى الآن منذ نشأتها، فى القرن التاسع عشر، وهذا ما كشفت عن جزء منه صحيفة "آس" فى تقرير تحدثت خلاله عن تطور مركز حراسة المرمى فى اللعبة الأكثر شعبية فى العالم.
الجميع يعرف أن حارس المرمى هو الوحيد الذى له الحق فى لمس الكرة بيده، ولكن قديماً لم يكن الأمر كذلك فقبل عام 1871 كان مسموحاً لأى لاعب أن ينقذ الكرة بيده قبل دخولها للمرمى، لأنه لم يكن هناك ما يعرف بمركز حارس المرمى، ولكن الطريف أنه لم يكن هناك مرمى من الأساس، ولكن كان يتم وضع حبل على ارتفاع 8 أقدام عن أرض الملعب فقط.
وفى عام 1875 بدأ وضع الثلاث خشبات (العارضة والقائمين) وبعد ذلك وتحديداً فى 1891 تم وضع الشباك المعروفة الآن للجميع، كى تنهى الجدل حول ما إذا مرت الكرة من المرمى بالفعل أم من خارجه، ثم ظهر بعد ذلك ما يعرف بركلة الجزاء، كعقوبة عن أى سلوك خاطىء داخل المنطقة.
ومنذ عام 1978 كان من حق حارس المرمى أن يمسك الكرة بيده خارج منطقة الجزاء وداخلها، ولكن فى عامن 1912 ومع التطور الكبير الذى شهدته اللعبة، أصبح من حق حارس المرمى أن يمسك الكرة بيده داخل منطقة الجزاء فقط.
وبعد التطور الكبير فى مركز حراسة المرمى أصبح الحراس لا يقلون نجومية وتألقاً عن اللاعبين العاديين، فقد شهدت كرة القدم العديد من الحراس الذين باتوا أساطيراً للعبة، مثل الأسكتلندى جاردنر الذى كان أول حارس يرتدى شارة قيادة منتخب بلاده، كما كان هناك الروسى الأسطورى ليف ياشين، الذى أسميت جائزة أفضل حارس مرمى فى العالم باسمه تكريماً لما قدمه لكرة القدم، خاصة أنه الحارس الوحيد فى التاريخ الذى حصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم عام 1963.
وكان هناك الإسبانى ريكاردو زامورا، الذى لقب فى بلاده بـ"الإلهى"، وكذلك المكسيكى كارباخال، الوحيد فى العالم الذى لعب فى 5 نسخ لكأس العالم، حيث تواجد فى البرازيل 1950، سويسرا 1954، السويد 1958، تشيلى 1962، وإنجلترا 1966، كما كان هناك أبيل ريسينو حارس مرمى أتلتيكو مدريد فى الثمانينات والتسعينات، الذى دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية لحفاظه على شباكه نظيفة لمدة 1275 دقيقة، وتحديداً منذ 25 نوفمبر 1990، وحتى 17 مارس 1991.
وفى أيامنا هذا لا يختلف أحد على أن هناك عدداً من حراس المرمى الذين يستحقون لقب "الأسطورة" عن جدارة، وهم كُثر، مثل جانلويجى بوفون، مانويل نوير، إيكر كاسياس، روجيريو سينى صاحب الـ 131 هدفاً، ومن قبلهم أوليفر كان وتشيلافيرت وفان دير سار، وكذلك فى مصر فهناك عصام الحضرى، الذى ما زال يثبت أنه أسطورة خالدة فى كرة القدم.