ليس هناك أفضل من تمثيل المنتخب الوطنى بالنسبة لكل لاعبى كرة القدم، ولكن الأفضل من ذلك عندما ينجح هؤلاء اللاعبون فى تحقيق نجاحات كبيرة وإنجازات رائعة مع منتخباتهم، فيظلون دائماً فى ذاكرة الجماهير، لذلك فإن لحظة الاعتزال الدولى لا تكون سهلة على الإطلاق، وهذا ما يشعر به لوكاس بودولسكى نجم المنتخب الألمانى، بعدما أعلن اعتزاله اللعب مع الماكينات.
وحصل بودولسكى على مكافأة كبيرة من يواكيم لوف مدرب المنتخب الألمانى، تتويجاً لما قدمه مع الماكينات، بعدما ضمه لقائمة الفريق من أجل مواجهة إنجلترا الودية المقرر لها اليوم الأربعاء، لكى يشارك فى مباراته الدولية رقم 130 مع المانشافت، ويكون ذلك أفضل ختام لمسيرته الدولية الرائعة والحافلة الإنجازات.
ورغم أن بودولسكى أعلن اعتزاله اللعب الدولى بعد نهاية مشوار ألمانيا فى يورو 2016 الأخيرة بفرنسا، إلا أن لوف أراد أن يمنحه فرصة المشاركة فى هذه المباراة، لتكون خير ختام لمسيرته.
بودولسكى قبل 11 عاماً كان ذلك الشاب الصغير الذى ضمه يورجن كلينسمان لقائمة المنتخب الألمانى فى مونديال 2006، الذى أقيم على الأراضى الألمانية، ليقدم اللاعب الصغير وقتها أداء رائعاً، وينال جائزة أفضل لاعب صاعد فى البطولة.
ولكن قبل ذلك كانت المشاركة الأولى لبودولسكى مع المنتخب الألمانى فى السادس من يونيو عام 2004 عندما لعب كبديل أمام المجر، بعد يومين من احتفاله بعيد ميلاده الـ 19، والتى لعب بعدها مع المنتخب فى يورو 2004 بالبرتغال، تحت قيادة المدرب السابق للماكينات رودى فولر.
ومنذ هذا الحين خاض بودولسكى 129 مباراة دولية ليكون ثالث أكثر اللاعبين فى تاريخ ألمانيا مشاركة فى المباريات الدولية، خلف لوثار ماتيوس المتصدر بـ 150 مباراة، وميروسلاف كلوزه صاحب 137 مباراة.
ويعد بودولسكى (31 عاماً) رابع أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف مع الماكينات، برصيد 48 هدفاً، خلف كلوزه المتصدر بـ 71 هدف، والأسطورة جيرد مولر الذى سجل 68 هدفاً، ويواكيم ستريتش نجم ألمانيا الشرقية صاحب الـ 55 هدفاً.
وارتبط بودولسكى بعلاقة حب كبيرة مع الجمهور، هو وزميله باستيان شفاينشتايجر، نظراً لأنها كانت ترى فيهما نواة لتجديد دماء المنتخب الألمانى بعد حقبة فولر، وبالفعل حدث ذلك عندما انضم للمانشافت لاعبين مثل مانويل نوير، فيليب لام، مسعود أوزيل، بيير ميرتيساكر، سامى خضيرة، ماريو جوتزه، وماركو ريوس وغيرهم من النجوم.
وبفضل هذا الجيل الجديد استطاع المنتخب الألمانى الفوز بكأس العالم 2014 فى البرازيل، ليتوج بودولسكى بأغلى لقب فى مسيرته الكروية، بعد أن حصل مع المانشافت على المركز الثالث فى مونديال 2006 ومونديال 2010، والمركز الثانى فى يورو 2008، والمركز الثالث فى كأس القارات 2005.
وعلى صعيد الأندية بدأ بودولسكى مسيرته مع كولن الألمانى، قبل أن ينضم إلى العملاق بايرن ميونخ، ويعود إلى كولن مرة أخرى، ولكنه رحل عن الملاعب الألمانية بعد ذلك، وارتدى قميص أرسنال الإنجليزى، ثم أعير إلى إنتر ميلان الإيطالى، قبل أن يذهب إلى تركيا للعب مع جالطة سراى، والذى ما زال فى صفوفه إلى الآن.
وخلال مسيرته الحافلة توج بودولسكى بالعديد من البطولات والألقاب، حيث فاز بدوري الدرجة الثانية مع كولن موسم، وفاز بالبوندزليجا وكأس ألمانيا وكأس الدوري الألماني، كما فاز مع أرسنال بكأس الاتحاد الإنجليزى، ومع جالطة سراى بكأس تركيا وكأس السوبر التركى.
وتعليقاً على مشاركته أمام الإنجليز صرح بودولسكى لمجلة "كيكر" قائلاً: "شيء رائع جداً أن تشعر بتقدير الناس من حلوك لما حققته من إنجازات وهذا ما أشعر به الآن".