مساء غدٍ الأربعاء، يجد لاعب الوسط الاسباني الهادىء تشابي ألونسو نفسه في مواجهة بين الماضي والحاضر: فريقه الحالى بايرن ميونيخ الألمانى يستضيف ناديه السابق ريال مدريد الإسباني، في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا.
وفي اياب المواجهة المرتقبة في 18 ابريل، سيخوض ألونسو 35 عاماً آخر مباراة له على ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد، حيث أمضى اللاعب الذي يعتزل في يونيو المقبل، خمسة مواسم بين العامين 2009 و2014.
وسيكون هذا الموسم وداعيًا للاعب الذي تزخر مسيرته بألقاب على مستوى الأندية، أضاف إليها كأس العالم 2010 وكأس أوروبا عامي 2008 و2012، علمًا بأنه خاض 114 مباراة مع منتخب إسبانيا.
خلال مسيرته، عرف لاعب الوسط الدفاعي بهدوئه وأعصابه الفولاذية تحت الضغط، ما دفع إحدى الصحف الألمانية للقول انه "إله أمور بسيطة"، و"معلم في الصفاء والسكينة".
ألونسو يسعى للتتويج بلقب دورى أبطال أوروبا مع 3 أندية
إلا أن اللاعب المتحدر من إقليم الباسك يسعى لإنهاء مسيرته بشكل استثنائي، إذ يطمح إلى أن يصبح أول لاعب يحرز لقب دوري أبطال أوروبا مع ثلاثة أندية، بعدما سبق له القيام بذلك مع ليفربول في 2005، وريال مدريد في 2014.
وسبق للهولندي كلارينس سيدورف أن أحرز اللقب الأوروبي المرموق ثلاث مرات، إلا أنه قام بذلك مع ناديين فقط ريال مدريد في 1998، وميلان الإيطالي في 2003 و2007.
ويأمل ألونسو في أن يحقق هذا الإنجاز إذا ما تمكن ناديه الحالي من تخطي عقبة ناديه السابق، ومواصلة المسيرة للوصول إلى ملعب كارديف الويلزي، والذي يستضيف نهائي 2017 في يونيو.
وقال اللاعب الإسباني بعدما أوقعت القرعة ريال وبايرن في مواجهة بعضها البعض: "سيكون ربع نهائي رائعًا بين ناديين تاريخيين".
أضاف: "بالنسبة إلى، بالطبع هذه مباراة مميزة.. أنا سعيد لأن الفرصة ستتاح لي للعب مجددًا في مدريد، لكنني أدرك أن البرنابيو دائمًا ما كان ملعبًا صعبًا".
وكان ريال مدريد أحرز لقب دوري الأبطال عام 2014 بتغلبه على جاره وغريمه أتلتيكو مدريد 4-1 في النهائي الذي أقيم بمدينة لشبونة البرتغالية، علمًا بأن مدرب النادي الملكي حينها كان مدرب بايرن الحالي الإيطالي كارلو انشيلوتي.
التمريرات الطويلة
وعلى رغم أن ألونسو هو في المراحل الأخيرة من مسيرته الكروية، إلا أنه لا يزال في سنه هذه، خيار أول بالنسبة إلى تشكيلة أنشيلوتي.
وفي حين تعرض ألونسو أحيانًا لانتقادات على خلفية عدم مجاراته سرعة اللاعبين الآخرين وانعكاس ذلك على صناعة الهجمات، إلا أنه غالبا ما يرد بتمريرات متقنة لمسافة تقارب أحيانًا 40 مترًا، يتمكن من خلالها من نقل الفريق بسرعة من الدفاع إلى الهجوم.
وأظهر ألونسو مجددًا قدراته على إحكام السيطرة على خط الوسط وصناعة اللعب، في المباراة التي استضاف فيها بايرن بوروسيا دورتموند السبت في الدوري الألماني، وانتهت بفوز البافاري 4/1.
وساهم ألونسو والتشيلي أرتورو فيدال في بسط سيطرة بايرن على وسط الملعب، وتزويد الثلاثي الهولندي أريين روبن والبولندي روبرت ليفاندوفسكي والفرنسي فرانك ريبيري بتمريرات صنعت الأهداف.
إضافة الى اللقب الأوروبي، يسعى ألونسو لاحراز لقبه الثالث في الدوري الألماني في ثلاثة مواسم، وهي مهمة لا تبدو صعبة مع ابتعاد بايرن في صدارة الترتيب بفارق 10 نقاط عن لايبزيج الثاني.
كما لا يزال النادي البافاري ينافس على لقب كأس ألمانيا، ويلتقي في نصف النهائي دورتموند في وقت لاحق هذا الشهر. وكان بايرن أحرز لقب العام الماضي بفوزه على دورتموند نفسه بركلات الترجيح.
وشكل الحضور المتواصل لألونسو على أرض الملعب قيمة مضافة لبايرن، إذ أنه نادرا ما غاب بسبب الإصابة.. إلا أن أنشيلوتي يدرك حاجته لإراحة اللاعب كلما سنحت الفرصة للحفاظ على جهوزيته.
وعلى سبيل المثال، أمضى ألونسو وقته على مقاعد الاحتياط في المباراة أمام كولن 3/0 مطلع مارس الماضي، وذلك استعدادا لمباراة الإياب بضيافة أرسنال الإنجليزي بعد ذلك بأيام. وفاز بايرن ذهابا وإيابًا بالنتيجة نفسها 5/1.
منصب المدير الرياضى لبايرن ميونخ ينتظر "ألونسو"
كان ألونسو أكد في مارس اعتزاله في ختام الموسم، ونشر عبر حسابه على "تويتر" صورة له من الخلف بالأبيض والأسود وهو يحمل حذاءه الرياضي، مع تعليق ورد فيه "وداعا أيتها اللعبة الجميلة".
ونظرا للمكانة التي يتمتع بها في النادي، رجحت تقارير خلال الفترة الماضية ان تكون الوجهة المقبلة لألونسو تولي منصب المدير الرياضي للفريق، خلفا للنجم الألماني السابق ماتياس زامر الذي تنحى في إبريل الماضي بسبب ظروف صحية.
إلا أن هذا التعيين قد لا يكون على رأس أولويات النادي في الوقت الراهن، اذ انه سيجد نفسه مع نهاية الموسم مضطرا لتعويض غياب اثنين من أبرز لاعبيه، هما ألونسو والقائد السابق لمنتخب ألمانيا فيليب لام الذي أعلن أيضًا في وقت سابق، اعتزاله مع نهاية الموسم.