لا يختلف أحد على أن تعاقد وادى دجلة مع النجم الفرنسى المخضرم فلوران مالودا، يعد صفقة تاريخية بكل المقاييس، بالنسبة للنادى حديث العهد بالدورى الممتاز، وللكرة المصرية بشكل عام، خاصة أنه تألق من قبل بقمصان كبرى الأندية الأوروبية مثل ليون وتشيلسى ولعب فى نهائى كأس العالم 2006 مع منتخب بلاده.
ولكن بعيداً عما حققه اللاعب سابقاً من فوزه بدورى أبطال أوروبا والدورى الإنجليزى مع تشيلسى، ومن قبلهم الدورى الفرنسى مع ليون، فالجميع يعلم أنه لن يقود دجلة لتحقيق نفس الإنجازات، لأنه لم يعد لديه ما يقدمه نظراً لتقدمه فى السن وبلوغه 35 عاماً مما يعنى أنه "مخلَّص كورة"، بلغة عشاق اللعبة، ولكنه رغم ذلك قدم شيئا آخر لا يقل أهمية عن أدائه داخل الملعب، وهو الدعاية الإعلامية الكبيرة التى حظى بها دجلة فى مختلف وسائل الإعلام العالمية، بمجرد الإعلان عن إتمام الصفقة، التى قد تكون صفقة ترويجية بالمعنى الصريح.
نفس الهدف الذى تعاقد من أجله دجلة مع مالودا، قد يكون هو أيضاً ما دفع أرسنال الإنجليزى للتعاقد مع نجم منتخبنا الوطنى محمد الننى، فرغم تأكيدات أرسين فينجر مدرب الفريق بأنه تعاقد مع اللاعب للاستفادة من قدراته فى وسط الملعب، ولكن يبدو أن الدعاية للفريق فى المنطقة العربية هى الهدف الأساسى من التعاقد معه.
لا تستعجب ذلك، فالننى لم يشارك سوى فى لقاء واحد فقط بالكأس أمام بيرنلى، وغاب عن 3 مباريات فى الدورى، وتم استخدامه فى الدعاية للنادى ولحساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أكثر مما تم استخدامه داخل الملعب، وهو ما دفع بعض الجماهير المصرية لشن هجوم حاد على أرسنال متهمين إياه بأنه تعاقد مع الفرعون من أجل استغلاله فى الأمور الدعائية فقط.
قد يظن البعض أن فريقاً بحجم أرسنال أحد عمالقة أوروبا وإنجلترا ليس فى حاجة للاعب مثل الننى ليكون واجهة دعائية له، وأن الربط هنا بين دجلة وبين الجانرز يشوبه خطأ كبير، ولكنها حقيقة واضحة، فمثل هذه الأندية الكبرى ترغب دائما فى زيادة عدد مشجعيها ومتابعيها حول العالم لذلك نجدها تطلق صفحات بلغات كثيرة عبر "فيس بوك" و"تويتر"، فى إطار التواصل مع أكبر عدد من المشجعين حول العالم.
أندية مثل أرسنال وليفربول وميلان وغيرهم ممن غابوا عن منصات التتويج منذ سنوات طويلة، يحتاجون للتواصل الدائم مع الأجيال الجديدة من المشجعين، ليعلم هؤلاء قدرهم جيداً وأنهم ليسوا مجرد أندية صغيرة ذهبت مع الريح فى مواجهة طوفان الأموال الوفيرة التى حولت أندية أخرى صغيرة إلى عمالقة وأشباح، وأنهم كانوا يتزعمون القارة الأوروبية والعالم لأوقات كثيرة، لذا فليس غريباً أن يكون الجانرز تعاقد مع الننى لمجرد استغلاله إعلانياً.