إنجاز كبير جداً ما وصل إليه منتخب سوريا فى تصفيات كأس العالم، بعد أن وصل لأول مرة فى تاريخه لخوض مباراة الملحق الآسيوى، وباتت تفصله 4 مباريات فقط عن التأهل لمونديال روسيا 2018، رغم كل ما يعانى منه فى السنوات الأخيرة.
المنتخب السورى خرج من رحم المعاناة والحرب الأهلية ليبهر العالم بأسره، فرغم أنه اضطر لخوض كل مبارياته خارج الحدود السورية، وتحديداً فى ماليزيا وقطر، إلا أنه نجح فى تحقيق ما كان أشبه بالمستحيل، وحصل على المركز الثالث فى جدول ترتيب المجموعة الأولى من التصفيات، متفوقاً على منتخبات أوزباكستان والصين وقطر، ليخوض مواجهتى الملحق أمام أستراليا، غداً الخميس، والثلاثاء المقبل.
It's time to get ready for the @FIFAWorldCup qualifier between 🇦🇺 and 🇸🇾!#SYRvAUS #WCQ2018 #RoadToRussia pic.twitter.com/NiOszLKY4W
— The-AFC.com (@theafcdotcom) October 3, 2017
بدأ منتخب سوريا تصفيات المونديال من المرحلة الثانية، واحتل خلالها المركز الثانى خلف اليابان، ليتأهل للتصفيات النهائية كواحد من أفضل أربع ثوانى، متفوقاً على كل من سنغافورة وأفغانستان وكمبوديا.
وخلال المرحلة النهائية من التصفيات خسر السوريون فى أول مباراة من أوزباكستان 0 / 1، ثم تعادل مع كوريا الجنوبية 0 / 0، وحقق فوزه الأول على الصين 1 / 0، ثم خسر من قطر 0 / 1، وتعادل 0 / 0 مع إيران، ثم فاز على أوزباكستان 1 / 0، وخسر من كوريا الجنوبية 0 / 1، وتعادل مع الصين 2 / 2، ثم فاز على قطر 3 / 1، قبل أن يحقق تعادلاً ثميناً جداً مع إيران بهدفين لهدف.
المنتخب السورى كاد يفقد فرصة التأهل للمحلق الآسيوى، بعدما ظل متأخراً بهدفين لهدف فى مباراة الأخيرة أمام إيران، وكانت تلك النتيجة ستمنح أوزباكستان فرصة التأهل، إلا أن عمر السومة سجل هدفاً تاريخياً فى اللحظات القاتلة، ليقود بلاده للمحلق للمرة الأولى فى التاريخ.
ورغم ويلات الحرب الأهلية بين قوات الرئيس بشار الأسد والقوى المعارضة لحُكمه، وما نتج عنها من قصف نارى تتعرض له العديد من المدن السورية فى السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم حلب، إلا أن ذلك كله لم يؤثر على لاعبى المنتخب السورى الذين تحلوا بعزيمة كبيرة، وتغلبوا على كل ذلك، فى سبيل تحقيقهم للحلم الكبير.
ووصف الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ما حققه منتخب سوريا، بأنه أشبه بما فعله منتخب العراق، فى عام 2007، عندما تُوج بلقب كأس الأمم الآسيوية، رغم الظروف الصعبة آنذاك بسبب الاحتلال الأمريكى للبلاد.
وتمكن المنتخب الشامى من تقديم مستويات رائعة للغاية فى التصفيات، حيث أنه خاض 10 مباريات فى المرحلة الأخيرة من التصفيات، سجل خلالهم 9 أهداف، واستقبل 8 أهداف فقط، لينجح فى التأهل على حساب أوزباكستان، بفارق الأهداف.
المنتخب السورى أمامه الآن 180 دقيقة يجب عليه أن يحقق خلالها نتيجة إيجابية على حساب أستراليا، لكى يتأهل للمحلق العالمى، ويواجه رابع أمريكا الشمالية، فلا بديل عن الفوز من أجل إسعاد جموع الشعب السورى، الذى من المؤكد أن إنجاز كرة القدم وفرحة التأهل للمونديال سيضمد جراحه، ويرسم على وجوه أبناءه فرحة كبيرة.