يقدم نادى مانشستر سيتي أداء لافتا هذا الموسم، جعلته يُهيمن على الدورى الإنجليزى، وصدارته بفارق 11 نقطة، وحضور قوى فى دورى أبطال أوروبا، بفضل عوامل عدة يعود الفضل الأكبر فيها لمدربه الإسبانى بيب جوارديولا.
فى الوقت نفسه الموسم الماضى، الأول للإسبانى مع النادى، كان سيتى فى المركز الثالث بفارق سبع نقاط عن المتصدر حينها والبطل فى نهاية الموسم تشيلسى، وأنهى النادى الشمالى البطولة خلف البلوز بـ15 نقطة، ولم يحرز أى لقب فى الموسم الماضى.
ونستعرض التغييرات التى أجراها بها المدرب المرتبط بعقد مع النادى حتى 2019، والذى أوردت تقارير صحفية أن سيتى يعتزم البحث معه نهاية هذا الموسم، فى تمديد طويل الأمد للتعاون بينهما.
كيف تخلص من أزمات برافو؟
فى الموسم الماضى، أبعد جوارديولا الدولى الإنجليزى جو هارت عن مرمى الفريق، فى خطوة أثبتت أنها الأقل نجاحا.
فبديل هارت، التشيلى الدولى كلأوديو برافو، لم يتمكن من ملء الفراغ والتأقلم مع النسق السريع لكرة القدم الإنجليزية، وصولا إلى حد ارتكاب بعض الأخطاء القاتلة التى كلفت فريقه العديد من النقاط.
فى فترة الآنتقالات الصيفية، أنفق سيتى بضوء أخضر من جوارديولا، 35 مليون جنيه استرلينى لضم البرازيلى إديرسون من بنفيكا البرتغالى. أثبتت هذه "المغامرة" مع حارس لم يخض أى مباراة دولية، أنها "ضربة معلم" من المدرب السابق لناديى بايرن ميونيخ الألمانى وبرشلونة الإسبانى.
ثبت الحارس البرازيلى البالغ من العمر 23 عاما نفسه فى المرمى، وأظهر قدرة جيدة على توزيع الكرات على زملائه، ما أتاح للفريق مرارا شن هجمات منظمة تبدأ من العمق الدفاعى.
كيف عوض غياب ميندى؟
أنفق سيتى ما يناهز 100 مليون جنيه استرلينى لضم الظهيرين الآنجليزى كايل ووكر والفرنسى بنجامين مندى، وبدأ المدرب الإسبانى بالاعتماد على خطة لعب بعرض الملعب، يشكل عماد هجومها على الأطراف، لاعبان قادران على التحرك بسرعة بين الدفاع والهجوم.
إلا أن إصابة مندى فى نهاية سبتمبر وغيابه الطويل، أرغما المدرب على التعديل من خططه، فدفع برحيم ستيرلينج والألمانى ليروى سانى على طرفى الملعب. كما ساهم غياب مندى فى بروز فابيان ديلف فى دور الظهير الأيسر الذى لم يعتد عليه سابقا.
كيف نفذ جوارديولا وعده؟
فى نهاية الموسم الماضي، أدلى جوارديولا بتعليق أثبت دقته بعد أشهر، إذ قال "الفريق يفهم الأفكار بشكل أوضح الآن، وفى الموسم المقبل سنذهب حتى النهاية".
كان موسم 2016-2017 صعبا للإسبانى على الصعيد ألفردى، إذ كان الأول له فى مسيرته التدريبية من دون إحراز أى لقب، كما تلقى هزائم قاسية فى بعض المباريات، مثل 2-4 على يد حامل اللقب آنذاك ليستر سيتى، أو السقوط برباعية نظيفة أمام إيفرتون.
تعرض جوارديولا خلال الموسم لانتقادات عدة، إلا أنه رفض التراجع عن الخطط التى يراها مناسبة، أو اعتماد أسلوب دفاعى، حيث بدا مصمما على السير فى ما رسمه، ومقتنعا بأن الفريق واللاعبين سيمسكون بزمام الأمور فى نهاية المطاف.
هذا الموسم، يحقق أسلوب الاستحوإذ على الكرة الذى يعتمده سيتى نتائج باهرة، وفى ظل الدور المحورى للإسبانى دافيد سيلفا والبلجيكى كيفن دى بروين، حقق سيتى انتصارات بفوارق كبيرة، وسجل 56 هدفا فى الدورى وحده خلال 18 مرحلة فقط.
كيف حول أشباه اللاعبين إلى نجوم؟
قدم قلب الدفاع جون ستونز أداء متذبذبا مع سيتى فى الموسم الماضي، وهو الأول له معه. الا ان جوارديولا دافع عن لاعبه، وعن حقه فى المخاطرة بعض الشىء لدى استحواذه على الكرة، منوها بشجاعته فى التعامل مع الكرة فى منطقة الدفاع.
هذه الثقة التى منحها جوارديولا للاعبه، انعكست إيجابيا هذا الموسم، حيث يظهر ستونز كأحد أفضل المدافعين فى الدورى، ويقدم لمحات لافتة فى قطع الكرة والاستحواذ عليها فى الخط الخلفى.
الأرجنتينى نيكولاس أوتامندى تعرض مرارا لانتقادات حول أسلوب لعبه أو سقوطه "السهل" على أرض الملعب، الا أنه تحسن تدريجا فى ظل إدارة جوارديولا، وعوض بشكل كبير الغياب المتكرر للقائد السابق قلب الدفاع البلجيكى فنسنت كومبانى.
أما ستيرلينج، فيبدو أنه يقدم فى ظل جوارديولا، أفضل ما كانت تعد به موهبته، كما اكتشف هذا الموسم نجاعة قاتلة أمام المرمى، وبات يتصدر ترتيب هدافى ألفريق مع 15 هدفا فى مختلف المسابقات.
كيف يستخدم الكرة الجماعية أمام المنافسين؟
فى الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم، قدم سيتى أداء لفت أنظار ودهشة معظم متابعى كرة القدم الآنجليزية، وحتى فى ظل بعض التراجع بعد ذلك، لم يفقد اللاعبون إيمانهم بأنفسهم ومدربهم.
بين نهاية نوفمبر ومطلع ديسمبر، حققوا أربعة انتصارات صعبة بنتيجة 2-1، مع تسجيل هدف الفوز فى الدقيقة 83 أو أكثر.
إلا أن اللاعبين واثقون من أنهم سيتابعون ما بدأوا به حتى النهاية، وقال ستيرلينج فى تصريحات مؤخرا: "الأهم فى هذا الفريق هو على الأرجح الإيمان الموجود فى غرفة تبديل الملابس، المدرب يعرض لنا خطة لكل مباراة، يعطينا المخطط، ولاحقا ترى الجميع منخرطا فى ذلك، الجميع يشارك".