حكايات المونديال.. عندما وصل كأس العالم إلى أوروجواى لأول مرة عام 1930

تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018. قد تكون أفضل بداية قبل 78 عاماً، بالتحديد قبل انطلاق النسخة الأولى للبطولة، فبعد رحلة استغرقت أسبوعين فى عرض البحر وصلت الباخرة الإيطالية "كونتى فيردى" إلى مدينة مونتيفيديو عاصمة أورجواى فى صيف عام 1930، وتحمل على متنها بعثات منتخبات رومانيا، فرنسا، بلجيكا والبرازيل، وثلاثة حكام، بالإضافة إلى كأس العالم، التى كان يحملها جول ريميه رئيس الفيفا آنذاك. وصل ريميه إلى أوروجواى حاملاً كأس العالم فى يده، وهى البطولة التى ظل يحلم طوال عشر سنوات بإقامتها من أجل توحيد الشعوب والأمم من خلال الرياضة، ورغم أنه واجه صعوبات كبيرة فى سبيله نحو تحقيق ذلك، إلا أنه حقق مراده فى النهاية. وسرد الموقع الرسمى للفيفا قصة هذا اليوم التاريخى، قائلا، إن الرحلة البحرية لم تستغرق أسبوعين فقط بالنسبة لجول ريميه، ولكنها استغرقت 10 سنوات، نظراً لأنه كان يحلم بإقامة كأس العالم منذ أولمبياد أنتويرب فى بلجيكا عام 1920. وبعد انتخابه رئيساً للفيفا فى العام التالى، واصل ريميه هذا الاقتراح بقوة متجددة، مستلهماً من فكرة توحيد الأمم والتوفيق بينها من خلال الرياضة ولاسيما بعد شعوره بالإحباط جراء استبعاد اللاعبين المحترفين من بطولة كرة القدم الأولمبية. لكن الطريق إلى تحقيق الحلم لم يكن مفروشاً بالورود، قد يبدو الأمر غريباً الآن، لكن بطولة كأس العالم لم تكن تحظى بدعم عالمى كبير خلال مراحلها التكوينية، إذ استغرق الأمر حتى عام 1928 لكى يحصل ريميه على الدعم اللازم لتمرير اقتراح فى مؤتمر صحفى، معلناً انطلاق هذه البطولة العالمية الجديدة فى عام 1930، على أن تُنظَّم مرة كل أربع سنوات. المثير أن عدة دول أوروبية قررت مقاطعة البطولة فى البداية على خلفية اختيار أوروجواى كبلد مضيف للنسخة الأولى، احتفالاً بفوز "السيليستى" بالميدالية الذهبية لكرة القدم فى البطولتين الأولمبيتين السابقين وهما 1924 و 1928، وتطوع البلاد لتغطية نفقات سفر الفرق المشاركة. ولكن الحماس الذى استُقبل به ريميه والفرق المشاركة، والمباريات الرفيعة المستوى التى شهدتها البطولة، كانت كلها عوامل أدت إلى نجاح باهر للنسخة الأولى من كأس العالم، علماً بأن هذه البطولة واصلت طريقها بثبات وازدهرت على مر السنين، إلى أن أصبحت أكبر بطولة كروية ورياضية فى العالم بأسره، لتثبت رؤية ريميه أنها كانت فى محلها تماماً. وترأس ريميه النسخ الخمس الأولى للبطولة، علماً بأنه قام بتسليم الكأس للمرة الأخيرة إلى القائد الألمانى فريتز والتر فى عام 1954، وهو نفس الشهر الذى أنهى فيه فترته الطويلة على رأس الفيفا. وقبل ذلك بثمانى سنوات، كان قد أُطلق اسم جول ريميه على هذا الكأس الذى حمله فى حقيبته إلى أوروجواي عام 1930، ليكون ذلك عرفاناً مستحقاً لما قدمه هذا الفرنسى من خدمات جليلة فى سبيل تطور هذه البطولة. وكان ذلك بمثابة اعتراف لائق بالرجل الذى كلَّف النحات أبيل لافلور بإبداع الكأس، مشدداً على ضرورة استخدام الذهب ليكون رمز بطولة كأس العالم "لتُصبح أعظم حدث رياضى فى العالم". ولكن المثير أن الكأس التى حملت اسم ريميه سُرقت فى البرازيل عام 1983، ولم يُعثر عليها أبداً، حيث كانت البرازيل تحتفظ بها نظراً لفوزها بالبطولة 3 مرات فى أعوام 1958، 1962 و 1970. ولكن فى عام 2013 تم تحديد مكان القاعدة الأصلية للكأس بشكل أشبه ما يكون بالمعجزة، حيث عُثر عليها فى أحد رفوف أرشيف الفيفا بعد ستة عقود من فقدان الكأس، وهى معروضة الآن فى متحف الاتحاد الدولى لكرة القدم العالمية فى زيوريخ بسويسرا.










الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;