تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
قبل بطولة كأس العالم 1982 التى أقيمت فى إسبانيا كان باولو روسى نجم منتخب إيطاليا قد تعرض للإيقاف لمدة عامين بسبب تورطه فى قضية مراهنات، وهو الأمر الذى أكد للكثيرين أنه لن يشارك فى البطولة.
روسى تورط مع عدد من لاعبى الدورى الإيطالى فى قضية مراهنات شهيرة أطلق عليها اسم "توتونيرو"، وهى القضية التى هبط بسببها ناديى ميلان ولاتسيو للدرجة الثانية.
وعوقب روسى وقتها بالإيقاف عن اللعب فى أى مباراة لمدة 3 أعوام ولكن تم تخفيض العقوبة إلى عامين، وذلك بعدما ثبت أنه ساهم فى ترتيب نتيجة كمباراة فريقه فيتشينزا أمام أفيللينو فى 30 ديسمبر 1979.
روسى ظل موقوفاً حتى أبريل 1982، ولكن المثير أنه عاد من الإيقاف ليشارك فى كأس العالم مباشرة، ورغم ذلك لم يسجل فى أول 3 مباريات بالدور الأول أمام بولندا وبيرو والكاميرون، الأمر الذى تسبب فى قلق كبير لإنزو بيرزوت مدرب الآتزروى وقتها.
وفى مباراة الدور الثانى أمام الأرجنتين لم يسجل روسى أيضاً، ليمنحه بيرزوت فرصة أخيرة فى مباراة البرازيل، ولكن المثير أنها كانت مباراة العمر بالنسبة للاعب، حيث سجل 3 أهداف "هاتريك" وقاد بلاده للفوز 3 / 2/، ومن ثم التأهل لنصف النهائى.
وفى نصف النهائى سجل روسى هدفى الفوز على بولندا، ليقوده بلاده لنهائى المونديال، الذى سجل فيه هدفاً أمام ألمانيا، ليساهم بشكل كبير فى فوز الآتزورى 3 / 1، والتتويج بلقب كأس العالم للمرة الثالثة فى التاريخ.
روسى فعل المستحيل فى هذه البطولة بكل المقاييس، فبعد غياب لمدة عامين عن المشاركة فى أى مباراة يعود للمشاركة فى كأس العالم ويقدم أداء مذهلاً، ولكن الأروع أنه حقق رقماً قياسياً بأن تُوج مع بلاده باللقب، وُتوج أيضاً هدافاً للبطولة وأفضل لاعب بها، وهى الثلاثية التى لم يحققها أى لاعب فى التاريخ سوى روسى وجارينشيا مع البرازيل فى 1962، وماريو كيمبس مع الأرجنتين فى 1982، ليظل باولو روسى أحد أهم اللاعبين فى تاريخ كأس العالم.