"خوليو أو بسة أو مرتضى البشرى أو مصطفى بطاطا" كلها ألقاب وشخصيات جسدها الفنان الراحل محمد متولى، وصنع من خلالها بصمة فى عالم الفن والتمثيل الدرامى، الذى أتقنه، فلم يكن يوما من الأيام متصنعا أو مجرد اسم فى العمل الذى يشارك فى بطولته، على الرغم من أنه لم يحصل فى يوم على دور البطولة المطلقة، لكنه بأدائه كان قادرا باستمرار على سرقة الكاميرا من البطل الرئيسى فى أى مشهد يتواجد فيه.
فكان "خوليو" فى فيلم "سلام يا صاحبى" ومن منا لا يتذكر الجملة الشهيرة التى قالها للزعيم عادل إمام عندما كان متوجها لخطبة "بطة"، التى قامت بتجسيد دورها الفنانة سوسن بدر، وأعلنها صارخا "بطة مش ليك يا هيما".
وكان الفنان محمد متولى الأكثر كفاءة فى أداء دور الصديق الذى يأخذ بيد صديقه ويخاف عليه، ويساعده فى كل أموره فى السينما والدراما المصرية.
فكانت من أجمل محطاته الفنية أيضا شخصية "مصطفى بطاطا" المحامى اللى على قده، الذى يهوى تربية "الكتاكيت" فى مكتبه، وتملأ جيوبه علفها، الذى كان لا يحرج أبدا فى إخراجه أمام زبائنه، على الرغم من ذكائه الحاد وقدرته الفائقة على تفنيد القضايا، والتى أغلبها كانت للدفاع عن "حسن أرابيسك"، صديقه الملىء بصفات الشهامة مما كان يورطه فى كثير من المشكلات.
وفى المسرح كانت شخصية " فوزى" رجل الأعمال الذى حارب عائلة الزواوى وهدم بيتهم، ليصبح المشهد العبقرى الذى جسده الثلاثى شريف منير ومحمد هنيدى ومدحت صالح، وبرفقتهم الفنان محمد متولى علامة فى ذاكرة جميع من شاهد هذه المسرحية، حينما جسدوا شخصية "سونيا" الماضى الأسود فى حياة رجل الأعمال هذا.
وفى رائعة أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ الخالدة "ليالى الحلمية" كان لدور "بسة" لمام السبارس الذى تزوج السبعاوية، رونق آخر، فهو الشخص الذى سعى كثيرا ليصبح له سلطة ومكانة فى المجتمع، لكنه دائما ما كان يجد ماضيه أمامه، ولكنه لم ييأس وظل حتى النهاية يركض وراء تحقيق حلمه فى الثراء والسلطة.
وفى فيلم "مطب صناعى" كان المعلم "نعيم" الذى ساعد أحمد حلمى فى تحقيق حلمه بالخروج من طنطا والذهاب للقاهرة للبحث عن ذاته، والذى جسد شخصيته الفنان أحمد حلمي.
رحم الله فنانا كان خير صديق فى حياته لكل من حوله، فبرع فى أداء هذه الشخصية فى أعماله.