لو وضعنا قائمة لاختيار أهم مذيعات ماسبيرو وأشهرهن ستكون الإعلامية الراحلة سلوى حجازى ضمن تلك القائمة، التى من المؤكد ستضم ليلى رستم وهمت مصطفى ونجوى إبراهيم وأمانى ناشد وسامية الإتربى وغيرهن.
وكانت سلوى حجازى صاحبة الوجه الطفولى تتميز ببساطتها ورقيها فى إدارة الحوار، وكان الصدق والتلقائية أقصر الطرق لديها للوصول إلى عقل وقلب مشاهديها من أنحاء الوطن العربى ككل، ويبدو أن موهبتها الشعرية كانت من الإمكانيات التى أهلتها للريادة فقد صدر لها ديوان شعر بالفرنسية، وفازت بميدالية ذهبية فى مسابقة الشعر الفرنسى الدولى عام 1965.
اليوم 21 فبراير يتزامن مع ذكرى رحيلها فقد مر على اغتيالها 45 عاما، لكنها قبل الرحيل كانت قد حفرت اسمها بذهب بعدما تألقت فى عدة برامج قدمتها كان من أهمها "شريط تسجيل" و"أمسية الأربعاء" و"العالم يغنى"، إلى جانب برنامج الأطفال الشهير "عصافير الجنة".
وتعد صاحبة الوجه الطفولى من أشهر مذيعات التليفزيون المصرى، وظهرت فى مرحلة كان فيها ماسبيرو صاحب الريادة فى المنطقة العربية، وهى الوحيدة التى اختصها الشاعر الكبير نزار قبانى بلقاء مميز، كما أجرت لقاء شهير مع سيدة الغناء العربى أم كلثوم حين رافقتها إلى باريس.
سلوى حجازى فى عز تألقها وتوهجها الإعلامى اغتالها الموساد الإسرائيلى فى فبراير عام 1973 أثناء عودتها مع بعثة تليفزيونية كانت تضم المخرج عواد مصطفى لتصوير حلقات للتليفزيون من ليبيا، وأتمت المأمورية بنجاح، لكن خلال رحلة العودة اعترضت طائرتها التابعة للخطوط الليبية طائرات إسرائيلية أسقطتها داخل الأراضى المصرية، وكان على متنها صالح بوصير وزير الخارجية الليبى السابق، ولقى جميع ركاب الطائرة مصرعهم فالطائرات الإسرائيلية قامت بالتشويش على الأجهزة الملاحية للطائرة المدنية وأجبرتها على تغيير خط سيرها بإطلاق النار عليها، واقتادتها إلى موقع فوقسيناء المصرية، وأطلقت عليها صواريخها وانفجرت الطائرة وتساقطت أجزاؤها وقتل معظم ركابها، وقد اعترفت إسرائيل بالواقعة فى مؤتمر صحفى، وبأنهم أوقعوها عمدا، وهذا بكل المقاييس مخالفة لمبادئ القانون الدولى العام فهى من ناحية أودت بحياة الركاب المدنيين الأبرياء وجعلتهم هدفا مباشرا من أهداف نشاط ذى طبيعة عسكرية ومخالفة للاتفاقية الدولية التى تحرم تغيير مسار الطائرات بالقوة أو الاستيلاء عليها فهو عمل من أعمال الإرهاب.