استقبل جمهور السوشيال ميديا قصيدة "قلبى يحدثنى" بترحيب واسع حيث سجلت أكثر من مليون مشاهدة على يوتيوب فى أول 24 ساعة لطرحها؛ وآلاف المشاركات والإعجابات عبر يوتيوب وفيس بوك وتويتر، ما يبشر بمستقبل جديد للأغنية المبنية على الشعر الصوفى، والتى يتوقع الشافعى أن تكون الموجة الجديدة فى عالم الغناء العربى بعد أن عبر الجمهور عن استيعابه، وتقديرة وتذوقه لهذه النوعية الخاصة جداً من الأعمال.
الكليب يعد تجربة غير مسبوقة كان قد طرحها حسن الشافعى وهانى عادل، وهى أحدث أعمالهما المشتركة وذلك بتلحين وتوزيع جديدين لقصيدية كتبها الشاعر الصوفى المعروف بـ"سلطان العاشقين" شرف الدين عمر ابن الفارض فى أوائل القرن الثالث عشر كأحد أبرز القصائد الروحانية التى تهيم فى العشق الإلهى بجمل من أبدع ما كتب فى هذا المجال، من حيث اختيار الكلمات المزخرفة ذات الإيقاع اللحنى للكلام بنفس طريقة كتابة الموشحات الأندلسية وهو ما دفع الكثيرين لمحاولة غناء القصيدة فى تجارب سابقة.
من جانبه قال حسن الشافعى إنه قد استمتع بالعمل على هذه القصيدة والخوض فى كلماتها ومعانيها، معتبراً أن كل يوم يمضى كانت تظهر معان أكثر وأكثر جمالاً لتوصل المعنى الذى قصده ابن الفارض.
وقال الشافعى إن التحدى الحقيقى كان فى التعامل مع هذه القصيدة الفريدة بإطار جديد يكسر النمطية ويضيف إلى المعنى حتى يكون اللحن والإيقاع جسراً بين أحاسيس وكلمات ومعانى مرهفة كتبت فى العشق الإلهى فى القرن الثالث عشر ليحسها ويستمتع بها ويعيشها الجمهور اليوم. وعبر الشافعى عن سعادته بالعمل مع هانى عادل، حيث اندمج عادل فىي العمل بحب ومصداقية لا يتكررون وكانت النتيجة مبهرة.
أما بالنسبة للفنان هانى عادل فقد عبر عن تأثره العميق بما سماه "رحلته مع القصيدة"، حيث قال إن كل الجلسات والبروفات التى قام بها مع المجموعة للعمل على قصيدة "قلبى يحدثنى" تحولت إلى حالة روحانية مستقلة بذاتها وأصبح يهرب إليها لا منها لما حملته من متعة ومعان جميلة، وقال عادل إن الإيقاع والتوزيع والآلات نجحوا فى دفع الكلمات والمعانى تحت جلده حتى شعر أن القصيدة تنطلق عبره لا منه عندما ألقاها، وأحس فعلاً بالتواصل مع كل المعانى التى ترجمها ابن الفارض بكلماته التى رتبها بإيقاع رائع وبديع وأن الجمل الموسيقية التى صاغها الشافعى نجحت فى أن تستكمل هذا المعنى وأن تحلق به إلى آفاق جديدة.
جدير بالذكر أن "الشافعى" عرف عنه تقديمه لأنماط موسيقية جديدة نجحت فى أن تخلق حالتها الخاصة على مر السنوات السابقة، حيث نجح فى تحويل الموسيقى الكلاسيكية والعربية إلى إيقاعات "فانك" و"هاوس" مبرمجة لأول مرة فى المنطقة العربية، ويتميز أسلوبه الموسيقى بالعصرية، فضلاً عن اشتماله على مختلف أنماط الموسيقى العالمية التى تم تعريبها لأول مرة على يديه. هذا وتأتى "قلبى يحدثنى" كموجة فى الاتجاه العكسى، حيث يقوم بتغريب قصيدة عربية بدلاً من تعريب إيقاع غربى وهذا بعد سلسلة من النجاحات حققها الشافعى فى المواسم السابقة واقتحم بها آفاقاً فنية جديدة بداية من "مايستهلوشى" مع أبلة فاهيتا ومروراً بـ6 وشوش مع أحمد شيبة.