- عرض «الإسماعيلى» فى الافتتاح مناسب لطبيعة جمهور الإسماعيلية ولفرحة المصريين بالصعود إلى كأس العالم.. وعروض الأفلام شهدت إقبالاً كبيراً من الجمهور.. ونراهن على مضاعفة عدد الرعاة لدعم المهرجان بشكل أكبر
أسدل الستار على الدورة الـ20 من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، بعرض العديد من الأعمال المتميزة على جميع المستويات..
«انفراد» التقت الناقد عصام زكريا، رئيس المهرجان، للحديث معه عن الدورة الـ 20 من المهرجان، وأهم الصعوبات التى واجهت تلك الدورة.
فى البداية كيف استطعت التغلب فى هذه الدورة على السلبيات التى طالت الدورة الـ19؟
أنا أؤمن بأن النقد الذاتى هو أساس التطور، وإدارة مهرجان الإسماعيلية كان دائما تخشى المشكلات، وبالتالى كنا حذرين جدا من وقوع أى مشكلات، وكنا نحاول أن نكون سباقين بخطوة لنستشعر الأزمات والمشكلات قبل وقوعها، وأنا دائما أحاول فعل ذلك، فلا ننكر مشاكلنا أو نحاول ألا نعترف بها، على العكس نعترف بها ونواجهها ونركز على السلبيات لعلاجها، وحقيقة بعد انتهاء الدورة الـ 19 طلبت من العاملين فى المهرجان أن يقدموا لى تقارير وافية لكل السلبيات والمشكلات التى واجهتهم فى الدورة، حتى نستعد لها فى الدورات الجديد، وبالفعل كان لدينا الكثير من السلبيات التى استعددنا لها قبل انطلاق الدورة الـ 20، ومع بداية أول يوم من أيام الدورة الـ 20 كانت هناك أزمة فى حركة الأتوبيسات الخاصة بنقل الضيوف والصحفين، وذلك بسبب تسكين السائقين فى قرية 25 يناير، بعيدًا عن أماكن تسكين الضيوف والصحفيين بمقر فندق تيوليب الفرسان، التابع للقوات المسلحة، وتم حل المشكلة بنقل السائقين للتسكين بجوار الضيوف، حتى يتسنى لهم التواجد فى مواعيد تتيح للضيوف حضور فيلم الساعة العاشرة، أول عروض أيام المهرجان.
ألا ترى أن تسكين موظفى المركز القومى للسينما فى قرية 25 يناير ووضع الضيوف والصحفيين فى فندق كان يمكن أن يتسبب فى شعور بالتفرقة ؟
- عانينا فى العام الماضى من أزمة تسكين الضيوف والصحفيين فى قرية 25 يناير، لأنه كانت بها تجديدات، ولأنه ممنوع تسكين أجانب فى القرية طبقًا للوائح القرية، إضافة إلى أن فندق الفرسان التابع للقوات المسلحة لم يكن تم بناءؤه، وبالتالى كانت هناك صعوبات فى حجز الفنادق، أما بالنسبة للدورة العشرين، فبعد افتتاح الرئيس السيسى لفندق تيوليب الفرسان حضرنا إلى الإسماعيلية ووجدناه مكانا مشرفا جدا لتسكين ضيوف المهرجان، وتعاونوا معنا بشكل كبير، أما فيما يخص تسكين موظفى المركز القومى للسينما فى القرية، فمن الطبيعى والمنطقى إذا كان لديك ضيوف فى بيتك فمن العرف أن تتركهم ينامون على سريرك وتنام أنت على «الكنبة» أو فى أى مكان آخر، وهو بالفعل ما حدث، ولكن إن شاء الله العام المقبل سنسعى بشكل كبير أن يكون هناك دعم أكبر، ونستطيع أن نضم الجميع فى نفس المكان.
إلى أى مدى استفدت من الموظفين، خاصة أن من بينهم «مونتيرين» ونقادا ومصممى جرافيك؟
- هناك تحسن كبير فى علاقتى بالموظفين فى المركز القومى، لأننى أصبحت أعى كم الروتين الذى يضطر الموظف للخضوع له، ولا أنكر أنه فى بعض الأوقات نتشاحن، ولكن الأمور تسير بالعلاقة الطيبة والنقاش والوصول لحلول وسط، وحقيقة فإن الموظفين بالمركز بينهم عدد من الشباب يتمتعون بمستوى عال من الوعى، وللعام الثانى على التوالى يتم تصميم «أفيش» المهرجان من خلال المركز، كما أننا استعنا بالنقاد المعينين بالمركز فى ضمهم إلى لجان المشاهدة، وفى إدارة الندوات، ومع فريق العروض، وتميز هؤلاء الشباب جعلهم مطلوبين للعمل فى مهرجانات أخرى، مثل الإسكندرية وأسوان والأقصر وشرم الشيخ.
كيف استطعت التحكم فى خروج حفلات افتتاح وختام المهرجان بإيقاع سريع ودون ملل؟
- كان هناك حرص على أن تكون الحفلات سريعة وفقرات البرنامج قصيرة، ومخرج حفلى الافتتاح والختام هشام عطوة كان على وعى بهذه المسألة، وكنا نجهز للحفل قبل السفر إلى الإسماعيلية، وأجرينا بروفات على الافتتاح والختام، لأنه فى العام الماضى لم نستطع إجراء بروفة، وهذا تسبب فى العديد من المشكلات على المسرح، منها التطويل، ولو أننى أرى أن الحفل كان أسرع مما ينبغى، حتى أن لجنة التحكيم لم تصعد على المسرح، حتى فيلم الافتتاح «الإسماعيلى حبى جيل ورا جيل» كنا حريصين على أن يكون قصيرا، ومن خبرتنا فى المهرجانات أن الجمهور نادرا ما يحضر فيلم الافتتاح، ويمل من الحفلات الطويلة.
لماذا فضلت أن يكون فيلم الافتتاح عن الدراويش رغم أن المهرجان معنى بالأساس بالسينما وليس بكرة القدم؟
- الفيلم هو فيلم تسجيلى عن استاد القاهرة ومباراة الإسماعيلى، وفوزه ببطولة أفريقيا للأندية، وهو فيلم مناسب، لأن المهرجان بالإسماعيلية بلد كرة القدم، وأيضا لأن مصر ستسافر إلى كأس العالم، إضافة إلى أن خطة المهرجان هو التوجه إلى الجمهور أكثر وإلى أهل الإسماعيلية، وشعارنا بالدورة الـ 19 كان «مهرجان الإسماعيلية لأهل الإسماعيلية»، والحمد لله العروض الخارجية عليها إقبال شديد، وهذا ما أكتبه طوال عمرى أنه يجب أن تكون المهرجانات لأهل المدينة التى يقام بها المهرجان، وليس لشو إعلامى أو سياحة أو أى شىء آخر، فجمهور المدينة هو رقم واحد.
المهرجان يعانى من ضعف الميزانية فكيف استطعت أن تترجم الأفلام المشاركة؟
- حقيقى أن ترجمة الأفلام مكلفة، وماكينة تشغيل الترجمة الإلكترونية تؤجر باليوم وثمنها أيضا مرتفع، حتى مكاتب الترجمة التى تلقينا منها عروضا مخفضة كانت تكلفتها أيضا مرتفعة، ولذلك قمنا بترجمة الأفلام داخل المركز، واستعنا ببعض الأصدقاء والمثقفين والمهتمين بالسينما، لأن الأمر لا يصح فقط بكونها مجرد ترجمة، ولكن يجب أن يكون المترجم واعيا لثقافة البلد الذى يقدم الفيلم، وعلى علم بالجوانب السينمائية، ومن خلال المونتيرين بالمركز القومى للسينما قمنا بوضع الترجمة، وأنا أعتقد أن ما حدث أمر بدائى، ولكن نتطلع فى العام المقبل أن يكون الأمر أكثر احترافية.
لماذا اخترت الناقد أندرو محسن كمدير فنى رغم أن البعض انتقد وجوده فى ذلك المنصب لصغر سنه؟
- الشباب لابد أن يتولوا تلك المهام، ومن الطبيعى أن يكون الشباب فى تلك المناصب، خاصة أن أندرو محسن لديه خبرة كبيرة تصل لحوالى 15 عاما، فهو يعمل فى المجال منذ فترة طويلة، وطبيعى أن يقود الشباب المهرجان لأنه مهرجان شبابى بالدرجة الأولى.
بعض المهرجانات تلغى أو تقلص عدد المسابقات لضعف الميزانية، إلا أننا فوجئنا بأن المهرجان يضيف مسابقة جديدة، هى مسابقة أفلام الطلبة؟
- الفضل فى إضافة مسابقة أفلام الطلبة يعود إلى الناقدة السينمائية فاتن التهامى، وهى نشيطة جدا، وقالت لى إنها تتعامل مع جامعات كثيرة وكليات تقدم أفلاما كمشاريع تخرج، فلماذا لا نجعلها تشارك فى المهرجان، وحقيقة عندما تابعت مستوى الأفلام وجدت أن الأفلام تستحق أن تكون لها مسابقة، خاصة أن هناك جامعات كثيرة تدرس السينما، ولذلك فضلت أن تكون مسابقة كل عام وليس برنامج عروض أفلام.
فى النهاية ما حقيقة أن ميزانية المهرجان تضاعفت؟
- غير حقيقى أن الميزانية تضاعفت، ما تم صرفه تقريبا 3 أضعاف ميزانية المهرجان، فالميزانية زادت من مليون و200 ألف جنيه إلى مليون و600 ألف جنيه، ووزارة المالية تخصص ميزانية للمركز القومى، وكل ما حدث هو إعادة تقسيم بنود صرف تلك الميزانية داخل المركز، وبالتالى عندما يحتاج المهرجان لمبلغ مالى نأخذ من ميزانية المركز، وصراحة ميزانية المهرجان لا تكفى لإقامة فرح، خاصة أن هناك بنودا كثيرة، منها مطبوعات، وتذاكر طيران، ونقل، وتسكين، وغيرها من الأمور، ولا ننكر أن وزارة الثقافة والدكتورة إيناس عبدالدايم دعمت المهرجان بحوالى 300 ألف جنيه صرفت فى تذاكر الطيران، وهيئة تنشيط السياحة منحتنا نصف مليون، وبعض المنتجين أسهموا بمبالغ تتراوح بين 20 و100 ألف جنيه، وغالبا بعد كل هذا سيكون هناك عجز فى الميزانية، لا نستطيع أن نعرف حجمه، ولكن مع عمل كشف حساب المصروفات سنكتشف الأمر، ورهانى هو أن الرعاة يتشجعون لدعم المهرجان فى الدورات المقبلة بعدما شاهدوا الدورة الـ 20 قد خرجت بشكل مشرف.