حظى الفيلم المصرى "ورد مسموم" لمخرجه أحمد فوزى صالح، بإقبال واسع من طرف جمهور السينما بمهرجان طريفة للفيلم الأفريقى، وقد برمجت إدارة المهرجان نقاشات مفتوحة مع المخرج بعد كل عرض للفيلم بمختلف قاعات السينما بمدينة طريفة الساحلية.
وبصالة "مسرح آلاميدا" تم عرض الفيلم للمرة الأولى حيث كان الإقبال واسعًا من طرف الجمهور الذى توافد بكثرة للقاعة المذكورة، قبل أن يتم عرض الفيلم للمرة الثانية بقاعة العرض بالكنسية العتيقة "القديسة ماريا". ودارت أسئلة الجمهور حول ظروف إعداد الفيلم وطبيعة عيش العمال بحى "الدباغين" بالقاهرة الذى تدور الأحداث به.
ورغم أن موضوع الفيلم هو اجتماعى بامتيار، ينقل بكل احترافية من خلال المشاهد القريبة القوية التى يحتويها، غير النقاش وأسئلة الجمهور تجاوزت ذلك إلى الأوضاع الثقافية والاجتماعية والسياسية بمصر، العالم العربى وأفريقيا،
وعبر الجمهور عن تعاطفه مع سكان الحى المذكور مؤكدين إعجابهم بالعمل السينمائى المصرى للمخرج الصاعد، أحمد فوزى صالح، الذى تمكن من إيجاز فيلمه الروائى الطويل فى ظروف تحولات سياسية عصيبة مرت بها مصر.
وفى رده على تساؤلات الجمهور أبرز أحمد فوزى أنه "تمكّن من خلال الفيلم من نسج علاقة إنسانية وطيدة بالمكان والناس الذين يعيشون بالحي، إذ يعتبر نفسه ينتمى لهذه الفئة، وهو ما سمح له بنقل انشغالاتهم وكفاحهم اليومى بصورة أمينة وصادقة".
إلى ذلك، نظمت إدارة المهرجان نقاشًا مفتوحًا ضمن فقرة، "وجبات سينمائية"، نشّطة الناقد السينمائى الإسباني، خافيير استراذا، الذى تحدث مطولاً عن الفيلم وعن رسالته كونه ينتمى إلى فئة سينما "المينيماليزم" التى تعتمد على الحد الأدنى من الشروط، لكن فى المقابل تنتج أفلامًا وثائقية أو روائية، طويلة أو قصير تستجيب لكل معايير الجودة السينمائية.
وفى معرض شرحه لحيثيات إنجاز الفيلم أكد المخرج، أحمد فوزى صالح، أن الفيلم يتعمد على المشاهد القريبة وابراز ملامج الشخصيات والمكان، لأنه قليل الحوار، لكن من خلال الصور والمشاهد القوية يمكن استخلاص فكرة الفيلم بكل سهولة بالنسبة للمشاهدين، وأضاف المخرج، أن العرض الدولى للفيلم يتواصل طيلة العام فى مختلف المهرجانات السينمائية، بينما يُنتظر أن يتم عرضه فى مصر نهاية السنة الجارية. من جهته، بسام فرحات، مهندس الصوت الذى أشرف على الإنتاج الصوتى للفيلم، أوضح أن عدم اعتماد الفيلم على الحوار بين الشخصيات جعل المادة الصوتية تحتل مكانة جد مهمة، على اعتبار أن مكان التصوير يعج بضجيج آلات الدباغة والمياه الجارية المسمومة وغيرها وهو ما حتم على الفريق بذل جهد مضاعف من تسجيل كل الأصوات من أبعاد وزوايا وأماكن مختلفة حفاظاً على جودة المادة الصوتية.
ويشارك فيلم "ورد مسموم" فى المسابقة الرسمية على جوائز المهرجان ضمن فئة "هيبيرميتروبيا" للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة. وكان العرض العالمى الأول لذات الفيلم أن شارك قبل حوالى الشهرين فى المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام السينمائى فى دورته الـ47، حيث شارك فى فئة "المستقبل المشرق" المخصصة للأعمال الأولى والثانية لمخرجيها.
وتدور أحداث الفيلم حول الشاب "صقر" الذى يسعى للفرار من واقعه المزرى بحى المدابغ الذى يعيش ويعمل فيه بالقاهرة، غير أن شقيقته "تحية" تحاول منعه من السفر بكل ما أوتيت من قوة وحيلة، وفى سبيل ذلك تقوم بتدمير علاقته العاطفية وممرضة التقاها صدفة بأحد المستشفيات، كما تحاول جاهدةً إحباط مخططه للهجرة السرية فى أحد قوارب الموت المتجهة إلى إيطاليا.