تنشغل حاليا أغلب الأسر المصرية بتنسيق الجامعات فى مراحله المختلفة، حيث تتمنى كل أم وأب أن يستطيع ابنهما أو بنتهما الوصول إلى الكلية التى يحبها ويريدها، وبالتالى شغلهما الشاغل حاليا هو التنسيق وأخباره، ولكن بعد مرحلة التنسيق تأتى مرحلة دخول الجامعة وهو الأمر المختلف بالنسبة للطالب، حيث يتفاجأ بمجتمع مختلف عن المجتمعات التى عاصرها وتعايش معها فى مرحل تعليمه المختلفة سواء الإعدادية منها أو الثانوية، خاصة أن حياة الجامعة للشاب والفتاة دائما ما تكون مرحلة أكثر نضجا وتحررا.
السينما المصرية قدمت العديد من الأفلام التى تناولت حياة الجامعة ولكن لا يزال فيلم صعيد فى الجامعة الأمريكية هو الأكثر ارتباطا فى الأذهان بتلك المرحلة، وهذا لا يعنى أن باقى الأعمال السينمائية التى قدمت ليست ذات قيمة، ولكن لأن صعيدى فى الجامعة الأمريكية شكل طفرة كبيرة فى مجال صناعة السينما، خاصة أنه اعتمد على شباب فى الوقت الذى كان البطل النجم هو السائد فى السينما.
تعددت شخصيات الفيلم ما بين خلف الدهشورى خلف ويجسده محمد هنيدى، وعلى ويجسده أحمد السقا، وحسين ويجسده طارق لطفى، وسيادة وتجسدها منى زكى، وسراج ويجسدها هانى رمزى، وعبلة وتجسدها غادة عادل.
ورغم أن خلف الدهشورى خلف جاء من الصعيد وحصل على الترتيب الأول فى الثانوية العامة إلا أن حياة الجامعة أخذته من طموحه الذى جاء من أجله وانساق وراء بعض المغريات، لكنه استطاع أن يعود الى رشده وينجح فى التخرج وأن يكون الشخص الذى أراده ولم يكن يستطيع أن يقوم بذلك إلا لو ابتعد عن كل ما يشغله عن مستقبله، لذا فالنصيحة التى يجب أن يستفاد منها طلبة الثانوية العامة الناجحين والمنقولين إلى الجامعة أن يستفادوا من تجربة خلف، وأن يتعلموا أن طريق "الهلس" الذى سار فيه على ويجسده أحمد السقا لا تفيد.